كاديا
بقلم الكاتبة / سميه الزهراني*
مرتبة قديمة ممددة بوهن, أنا من فوقها وبذات الوهن أتمدد, قبل بضع دقائق بكيت, وتساءلت بصوت مسموع عن حقيقة كل هذا الاستياء "ما الذي ينقص فعلا؟ وماذا بعد كل هذا السعي الدؤوب المُلح, بعد كل المشقة المبذولة والوصول ما الذي سأشعر به؟ أي مشاعر سأعيشها؟ وأي لون سيضفيه هذا عليّ؟"
وقلّبت بصري كأنما أبحث عن الاجابات حولي, حينها فقط أدركت أن مايحيط بي كان جمعًا من الحمام ,عصفورتين وخيطًا أسود من النمل الذي تتبعهُ نظري حتى أسلمت لفكرة أنه لا نهائي.
بخفة مسحت عينيّ وتوقفت عن التفوّه بأي شيء, تراءى لي بأن الفضول قادهم إلي, ولم لا؟ الله وحده يعلم! لربما كانت هذه الحيوانات هنا تفهمني, تسخر مني, تحزن عليّ أو حتى تواسيني!
أصمت, أفكر فيها, أحسدها, ليست مضطرة للخوض في أي تعقيدات, راقبتها, تفحصت لونها, شكلها , حركتها, طريقة وقوفها على الحائط. و ... أخيرًا أظنني أردتُ أن أحسد الحائط .
أتمدد, ساقي اليُسرى مصابة بشد عضلي, أبقيها مرفوعة , أغطي شعري عن المخلوقات التي أعلم بأنها تعيش تحتي على هذي المرتبة والتي تعيش الآن داخل أنسجة الهودي, ظهري وقدمي اليمنى.. اليسرى لاتزال مشدودة/مرفوعة.
ترتفع أشعة الشمس من يميني, أختي الصغرى تصعد حافية وتقترب مني, الحمام على يسارنا يتزاوج, تضحك أختي تجري ويتشتت الجمع, تستمر باللعب, أستمر بالكتابة, أسجل كل التفاصيل ... ليس تمامًا.
أنا الآن أرى انعكاس وجهي على شاشة الجوال. شعري جاف, بشرتي دهنية ولامعة وجسدي يعجّ بالمخلوقات المنتقلة حديثًا من تحتي. إنه صباح غريب, وسأقرأ هذا وأكرهه, أبصقه, لكنني لن أمسحه. أعرف بأنني سأرغب باسترجاع هذا الكم من الهراء يومًا ما.
يتلاشى كل ذلك عند اللحظة التي توقف فيها الاطفال عن اللعب فوق مرتبتهم المهترئة على سطح المنزل المجاور , يتلاشى كل ذلك حينما أدرك إلى مدىً فضوليٍ انجرفت بخيالي .. "كاديا" تسمّي الطفلة الحمامة التي تقف في زاوية السطح, "كاديا" أسمي هذا النوع من الوحدة.