كن صديق نفسك
بقلم الكاتبة / ميمونه العنزي*
كثيرا ما تلفظنا الحياة كآخر نفسٍ على هامشها . نتوقف في محطات وقد نطيل الانتظار على أمل وصول رحلة تقلنا إلى محطة أخرى.
في أمتعتنا يأس وسواد يغطي بصيرتنا، ندور في فلك الصدمة والمشكلة؛ معمعة سوداء، تظلم بصيرتنا وتشل حركتنا، لا نستطيع الإمساك بحبل نجاة يخرجنا من طوفان التيه.
في حالتنا نصبح كالمتوسلين نتشبث بكلمة من قريب أو صديق، وأحيانا للأسف .. من عدو!؟ قد تهوي بنا نصيحته إلى واد سحيق .
من المهم وجود الأصدقاء حولنا وبحياتنا فهم ملح اللحظات السعيدة ، وطوق نجاة في الأيام الصعبة و السند حينما يميل حائط الحياة وتعصف بنا مراكبها.
ولكن من المهم ايضا قبل ذلك أن نكون أصدقاء لأنفسنا وموجهينا ومرشدين لها ، نربت عليها بيد الحنان والعطف والاحتواء ..
عقد صداقة مع النفس أمر في غاية الأهمية وسبب من أسباب النجاح والخروج كثيرا من المواقف المزعجة والتي قد تؤثر على طريقنا في الحياة ، فكيف أصادق نفسي وأكون لها نعم الجليس؟.
وهنا وقفات في رحلتك مع ذاتك :
-قف مع نفسك وقفة صادقة ، أخبرها أن كل شي سينتهي وبعد عواصف الشتاء سيكون وهج الربيع، ومحطات الفشل هي دروس للنجاح.
- كن صندوقا أمينا على هفواتك وأخطائك، أوقف دوامة العتب وجلد الذات، وانتبه من الوقوع في بحر الندم واليأس.
-أشعر نفسك بالاستحقاق والأهمية، واخلق لها اللحظات السعيدة، وأعد لها المفاجآت وكافئها على كل إنجاز، و تذكر قوله تعالى: ( وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا).
- عند التعرض للأزمات؛ تواصل مع أحساسيك الداخلية وأرسل لها الرسائل الإيجابية التي تزيد من الثقة واليقين بالله والإصرار والتحدي والدافعية وهزم المعيقات .
وأخيرا .. حينما نصبح أصدقاءً لأنفسنا نكون درع حماية لها وعينًا مبصرة تنير طريقها لترشدها إلى المسار الصحيح وتعينها على الخروج من كل عسر.
*مدربة في المجال الاجتماعي وتطوير الذات