الموت هو الواعظ الصامت
( لأحبابنا الراحلون )
بقلم الكاتبة / نوف عبدالله البارقي
رحلتم عنّا دون عودة !
وأغلقت المقابر أبوابها !
وشرعت نوافذ الحزن ستارها !
وذرفت الأعين من سوادها حزناً عميقاً ! لماذا يرحل الطيبون من بيننا سريعاً ؟ لأنها تخبرنا أنها ليست دار القرار ولسنا للبقاء !
الطيبون إذا رحلوا كأن الأرض تبكيهم من فرط الحنين ليس فحسب إنما الأطلال التي وقفوا عليها ، ضحكاتهم في مجالسنا ، الأُنس الذي دار بيننا ، أوجع البكاء أحبابهم فراقاً ليس أعتراضاً
ولكن حباً لهم وحنينًا لمجالستهم ، أصواتهم التي تقرع في أذاننا ولن يغيبها الموت مهما طال البُعد بيننا .
لكنها حكمة إلهية في سير البشر ، رحل أفضل وأطهر الخلق ( محمد رسول الله صلّ الله عليه وسلم) وذكر رب العزة والجلالة (ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلك لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ القيامة تُبْعَثُونَ) يختبرنا الله بصبرنا وهل بعد الاختبار الا الفوز أو الخسارة موعودون بجنةٍ أو نار ليس غيرها سبيل ! وعد من الله لمن أتقى فجمعنا الجنة بإذنه !!
ولكن عندما يخطف الموت أحبابنا ليس فقداً فحسب ، إنما وعظ وتنبيه مافعلنا وأدركنا ، كيف نتعامل مع الله وكيف نتعامل مع الخلق هل تعاملنا بالحُسنى ؟ هل أسدلنا كلمة طيبة؟ تعاملنا بأخلاق المسلمين؟ هل أتبعنا ما أنزل الله في كتابة وفي سنة رسوله الكريم ؟ هل أستشعرنا مراقبة الله لنا ؟
كل ذلك يعود لك بالكرة في كل فقد ، وتذكر أن الله يحكم بين العباد ويحكم فيما كنتم فيه تختلفون !!
جميعنا نعتلي طريق الحياة وسينتهي كل أمرٍ قد سلف ، وسيبقى لرحيل الطيبون عبقاً لايزول ولايحول ، وأعمل لدارٍ ترتجي فيها قرب الإله وأجتنب تقلب الدهر و توجعة . ولله حكمة الحياة وله يرجع الأمر كله ، وله مقاليد السموات والأرض يفعل مايشاء بمشيئته والحمدلله على ماكان والحمدلله على ماسيكون.