لا تبكِ شيئا ليس لك
بقلم الكاتب / محمد العكفي
مليحة الوجه تتوسط خديها علامة تظهر مع كل ابتسامة على شفتيها المحمرة التي تعير أرنبة أنفها الأقنى اللون نفسه عند خجلها المتكرر الذي جعل أسرارها مكنونة بداخل قلبها الذي يحلم بذلك اليافع الكثير التردد على منزلهم فقد كان صديقا مقربا لأخيها بل كانا أقرب لأخوين من صديقين
تمضي السنين و يكبر اليافع وتكبر معه احلامها وأمانيها التي تدونها على صفحاتها البيضاء
مغرمة، هائمة، دقات لبها، لبها يخفق بإسمه صباح مساء
والذي يتسائل دوما متى وكيف سأخبره؟
لكن جلباب حيائها يجبرها على الصمت فهي في قرية مجتمعها يحرم الافصاح عن الحب قبل الزواج
كتمت أشواقها ومضت تنتظر حكم أيامها القادمة، التي حملت لها غير ماتتمنى
تبعثرت، تألمت، تسائلت
أين أنت يا غائبي؟
لماذا تأخرت ولم تحضر؟
خلعت جلبابها وأمسكت بهاتفها مرسلة عبارة قصيرة لهاتفه لأول مرة
من تختاره أن يكون شريكا لحياتي؟
قرأها مستغربا ولم يرد.
ظلت تمني النفس حتى جاءها الرد متأخرا
ردت : طلب أخير اريد أن أراك الليلة لأمر مهم أرجوك وافق.
يوافق بتردد منهيًا المحادثه.
حان المساء واقترب الموعد وهو لازال مترددًا يخشى ويخشى
لكنه حزم أمره على الذهاب
سار في عتمة الليل ببطء وحذر نحو ذلك الباب الصغير التي كانت على عتبته بانتظاره
ما إن اقترب حتى رفعت رأسها فكأن بصره لمح لمعة برقٍ أضاء من وجهها المكان
عيناها الواسعتان تحاور عيناه حتى قاطعت ذلك الصمت همساتها الرقيقة بقولها :
طرفي يغفو ويصحو وهو يتخيلك
هنا وهناك في كل الزوايا أراك.
قلبي هام حتى صارت نبضاته تتسارع عندما يذكر له اسمك.
أتعرف انني كتبتك على كل صفحات أوراقي خذها معك وأقرأها فأنت فيها كل أحلامي.
حارت كل الكلمات على شفاه الفصيح ولم يعرف مايقول .
كل هذه الجراح هو سببها وهو لا يعلم .
آه لقد تأخرت رسالتك ياحلوتي لتسكن بعدها حروفه وتتحرك يداه نحو خديها ماسحًا دموعها حالاً ظفائرشعرها مغطياً بها سنا وجهها مردداً
ياصاحبي لا تبكِ شيئا ليس لك