الوجه الآخر
بقلم الكاتبة / ميعاد القحطاني
ماذا لو تغير لدينا مبدأ الكتمان المتعارف عليه بيننا ؟
قرأت ذات مرة ( إن الأسوء من كتمانك لشعور ما، هو التظاهر بعكسه تمامًا)
لنوضح بعض النقاط حول هذه المسألة :
كون الشخص يكتم شعور ما بداخله لا يعني أنه ضعيف ولا يستطيع أن يواجهه ، ولا يعني أن ليس لديه ما يقوله حيال هذا الشعور ويعبر عنه
فيحين شعرت بشعور سيء تظاهرت بعكسه ، تظهر لعقلك الباطن أنك فعلا تريد أن تشعر بما تتظاهر به، وهذا العقل بمثابة طفل صغير وعلى ما تعوده سيسير، فبالكتمان تجعل عقلك ينضج على مهل دون تسرع .
هذه نقطة؛ النقطة الأخرى والتى أود أن أوضحهها بكل حب ، حين يُكتم عنك أمرًا ما ، لا يعني بالضرورة أن الطرف الأخر لا يريد أن يشاركك إياها أو يتقصد أن يخفيها عنك ، إنما هناك أمور كثيرة في الحياة ليس من الضروري التطرق لها بين الأحاديث
لأن هذا الشخص الصلب الذي أمامك لو تفوهه وأفصح مافي داخله لا ذُهلت من هول ما يحمل بقلبه ولا تسألت : ( كيف بقيت صامدًا الى هذا الحد؟ )
ويحاول أن يوهم نفسه أنه بخير وفي غنى تام لأذنٍ تسمعه لأنه يريد ذلك، ولا يرغب الإرتكاز على أحد لأن في نهاية المطاف توجد مقولة راسخة في أذهاننا جميعًا ( لا أحد يبقى لأحد) وقبل معارضتي في ذلك ، إن لم تشغله الدنيا عنك سيأخذه الموت حتمًا يومًا ما .
وما الكتمان إلا أنه يحمل قوة عظيمة خفية يجهلها الكثير من مدعي المثالية ولا يظهر تأثيرها بين ليلة وضحاها، ولا أجد بأن الكتمان من مسببات الحزن ولا الإنهيار الداخلي ولا حتى الهلاك العاطفي ، بل يكون منقذ من مواقف قد نتفوه بأشياء ليست في محلها نتيجة التسرع أو سوء ظن أغلب الأحيان .