مهارات أساسية لمحامي مبدع ومحترف
بقلم الكاتبة /عبير العامري*
وجد المحامين منذ العصور القديمة، حيث وضعو قواعد في محاولة للحفاظ على السلام والنظام في المجتمعات المحلية. اليوم، يمكن العثور عليهم في جميع أنحاء العالم.
إن مهنة المحاماة مهنة حُرَّة تُشارك القضاء في تحقيق العدالة؛ لذا فإن المحاماة رسالة سامية تقوم على مبادئ وقيم عالية تُعدُّ ثوابت ينبغي للمحامي المتميز أن يتخلَّق بها حتى تتهيَّأ له بيئة مناسبة لأداء عمله على أكمل وجه وبكل حيادية وتمده بالقوة في مواجهة التحديات حتى يكون قادرًا على تحقيق مجرى العدالة وإعادة الحق لأصحابه.
ما الذي يتطلبه الأمر لتكون ناجح في هذا المجال ؟
*القوَّة في العلم والإلمام بالقانون:
أهم عوامل النجاح والتميُّز لدى المحامي هو الإلمام بأنظمة وقوانين الدولة التي يعمل بها والإلمام بإجراءات التقاضي والأخذ في الاعتبار جميع المستجدات والثغرات التي تطرأ على الساحة القانونية.
*التعلُّم المستمر:
القوانين والأنظمة في تغيُّر مُستمر؛ لذا ينبغي أن يكون المحامي المتميز على اطلاع دائم بكل ما هو جديد في مجال القانون، وأن يمتلك سعة الأفق العلمي والثقافي، إضافة إلى أن يكون دائم البحث وواسع الاطلاع في مجاله، وأن يتقن مهارات البحث القانوني وتحديد الصلاحيات القانونية.
*التواصل الشفهي:
يعتمد المحامي على اللغة بشكل أساسي وجوهري في مجاله القانوني والمحترف القانوني عليه إدراك وإتقان مايلي:
١-نقل وإيصال المعلومة بشكل موجز باتساق منطقي.
٢-التواصل بشكل مقنع.
٣-نصرة ومؤازرة مواقف وقضايا الرأي العام.
٤-تقان المصطلحات القانونية.
٥-تطوير مهارات الاستماع بشغف وانصات.
* إتقان أشكال الكتابه:
١- اتقان مهارات الأسلوب الكتابي الرفيع إضافة إلى الجوانب الفنية في المواضيع المختلفة.
٢- اتقان القواعد اللغوية الأساسية نحوياً وإملائياً.
٣-مهارات صياغة المستندات القانونية التالية: الالتماسات، الملخصات، المذكرات الداخلية، القرارات، الاتفاقيات القانونية.
*مهارات التعامل مع الآخرين:
تحتاج مهنة المحاماة إلى مهارات التواصل مع الآخرين؛ فالتعامل يكون مع أكثر من شخص، سواء المُوكِّل، أو العميل، أو القاضي، أو الموظف في المحكمة، أو الخصم، أو الشهود، وغيرهم؛ لذا لا بد من اللباقة في التعامل مع مختلف الشخصيات وحسن التصرُّف في مختلف المواقف التي قد يتعرض لها أثناء أداء عمله.
*أن يكون شخصًا اجتماعيًا:
يستطيع تكوين وخلق العلاقات الناجحة مع الأفراد المحيطين به لأنه سوف يحتاج في مجال عمله إلى تلك العلاقات.
*خدمة العملاء:
يلزم المهني القانوني اتقان مهارات استقطاب وجلب العملاء والمحافظة عليهم وخدمتهم في قضاياهم ويكون التواصل معهم بشكل فعال.
*السرية:
من مبادئ هذه المهنة وقيمها السامية الحفاظ على أسرار العملاء وعدم إظهارها لأي شخص كان، سواء كان ذلك أثناء سريان القضايا أو بعد الحسم فيها.
* الوضوح والصراحه:
عند حديثه مع مُوكِّليه فيما يتعلق بحقوقه والتزاماته وإظهار جميع الحقائق، وبعد دراسة القضايا دراسة وافية لمختلف جوانبها عليه أن يواجه مُوكِّله بالحقائق بأسلوب سهل مُقنع بحيث يضع المُوكِّل في صورة واضحة لموقفه.
*التحليل والمنطق:
المحامي الناجح المتقن لعمله يجب عليه مراجعة وهضم كميات هائلة من المعلومات الدقيقة والمعقدة بشكل فعّال وكفؤ. كمهارات التحليل القانوني والتفكير المنطقي مثل:
١-مراجعة مستندات معقدة، واستنباط واستنتاج ما يلزم منها. إضافة إلى القدرة الفائقة على التواصل والتخاطب مع السلطات القانونية المختلفة بشكل جيد.
٢-تطوير وتنمية التفكير المنطقي وإتقان مهارتي التنظيم وحلّ المشكلات.
٣-القدرة على هيكلة وتقييم وترتيب وتصنيف الحجج.
الخلوص إلى استنتاجات واستنباطات باستخدام المنطق الاستقرائي والاستنباطي.
القدرة على التفكير المنطقي والقدرة على حل المشكلات واستحضار الأدلة والبراهين وتقييمها وترتيبها بأسلوب منطقي.
*تحمُّل الضغوط:
المحاماة من المهن الصعبة التي يواجه أصحابها كثيرًا من الضغوط والتحديات والتي تضطره للعمل لساعات طويلة وتسبب له الإرهاق الجسدي، ناهيك عن الإرهاق الذهني، لذا ينبغي أن يُهيِّئ نفسه للتعامل مع هذه الضغوط بحكمة وصبر.
*الحيادية:
تقتضي مهنة المحاماة أن يكون صاحبها ملتزمًا بمبادئ الحيادية والأمانة والشرف والمصداقية، وأن يتعامل مع جميع زملائه ومُوكِّليه وفقًا للأنظمة والقوانين وتقاليد المهنة ومبادئ الاحترام في العلاقات تذكر أن المحاماة مهنة تُسهم في تحقيق العدالة وليست سلعة تصلح للمتاجرة.
*توظيف التكنولوجيا:
أصبحت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزَّأ من حياتنا اليومية، لذلك فالمحامي المُحترف ينبغي أن يكون مُلمًّا بالعديد من البرامج التي تُسهم بفعالية في أداء مهامه مثل برامج مُعالجة النصوص والبرامج التي تساعد في تنظيف الملفات والقضايا هذا فضلاً عن إجادة برامج التواصل الاجتماعي والبرامج التي من شأنها دعم القضايا وتوثيقها.
*إدارة الوقت:
إدارة الوقت باحترافية أمر يُسهم في سرعة الإنجاز وعدم التعرُّض للضغوط وتراكم الأعمال، وتتمثل مهارات إدارة الوقت في الموازنة بين ساعات العمل والأجر، وإدارة المهام المتعددة، وتحديد الأولويات.
*الوفاء بالالتزامات:
المحامي الناجح هو الذي يكون وفيًا بالتزاماته التي تعهَّد بها أمام مُوكِّله، والتي تجعل منه محاميًا مُحافظًا على شرف المهنة ومؤديا للواجب المنوط به والذي يتمثل في مساهمته في تحقيق العدالة وسيادة القانون.
*الحسم في القضايا:
من مبادئ مهنة المحاماة الاهتمام بسرعة حسم القضايا وعدم تأجيلها لأسباب شخصية، وهذا يتنافى مع تحقيق العدالة وإيصال الحق لأصحابه، فإحدى وظائف مكتب المحاماة تتمثل في تمكين السلطات القضائية من سرعة الحسم في القضايا وفقًا للقانون.
*العمل الجماعي:
القانونيين لا يعملون جيداً حال نقص الدعم المساعد. حتى أولئك المحترفين العاملين بمفردهم هم بحاجة إلى أعمال السكرتارية وأعمال فريق الدعم الإداري كفريق معاون لتسهيل عمل المحامي والخبير لتقديم أفضل الخدمات القانونية للعملاء كفريق عمل. إضافة إلى ذلك، في كثير من الأحيان لا يلبي حاجات العملاء مهارات محامي وحيد فهو بحاجة إلى فريق من الممارسين المتميزين لتقديم الخدمات اللازمة لمشروعاتهم. وهذا ما يجعل العمل الجماعي من الأهمية بمكان للمحترفين القانونيين.
*الصورة المُشرِّفة:
المحامي المتميز الناجح صورة مُشرِّفة لمهنة المحاماة حيث يراعي أصول اللياقة الأدبية في رحلته المهنية في أي مكان تقتضيه ظروف العمل سواء في مكتب المحاماة الخاص به أو في المحاكم أو في أي جهة مختصة.
وفي النهايه إن كثيرًا من المواطنين لا يعرفون سلوك السبل القانونية في استرداد حقوقهم؛ لذا يبحثون عن مكتب محاماة يتَّسم بالمصداقية والثقة، ولا يتأتَّى هذا إلا بتسلُّح المحامي بالمعرفة القانونية والثقافية بوجه عام، والتسلُّح بالمبادئ والأخلاق السامية حتى يكون عونًا للناس في حصولهم على حقوقهم وتحقيق مجرى العدالة وسيادة القانون.
أن مهنة المحاماة رسالةٌ تهدف إلى نصرة الحق وتحقيق العدالة، وفي ذات الوقت لا يتعارض هذا المفهوم مع كون المحاماة مهنة حُرَّة مستقلة لها مكانتها الراقية إذا ما كان ممتهنها يعمل وفقًا للمبادئ والثوابت التي تجعل منه محاميًا ناجحًا متميزًا في مجاله يُسهم في وضع حد للباطل، وفي رجوع الحق لمستحقيه.
* محامية متدربة
1 ping