تأثير الإعلام على الهوية اللغوية والثقافية والأمن الفكري
بقلم الكاتبة / زينب إبراهيم فلاتة
من المعلوم اننا نعيش اليوم في عالم من الصراع بين القيم والحضارات والاعراف تنهزم فيه قيم وتتعرى مباديء.
ولا شك أن وسائل الإعلام وانتشار الحضارة الالكترونية وتوسع وسائل الاتصال والتواصل ادى الى تحسين بعض سبل العيش او الى تشويه بعضها وكذلك اختراق للعادات والخصوصيات بل وختى اختراق للفكر والثقافة واللغة وتلويثها بمصطلحات دخيلة .
-شائعات تروج بهدف تشويه الأفكار ونشر المباديء الهدامة وتخريب لسياسة الدولة وافساد المواطنين ( يا أيها الذين آمنوا إن جائكم فاسق بنبأ فتبينوا .... ) ديننا الحنيف يدعونا الى التبين والتثبت قبل الاخذ بالاخبار ونشرها او تصديقها .
ومنهم من ينشر الاخبار فقط بهدف الارباح المادية مثل مانراه الان من انتشار واشتهار بعض المشاهير الذين ليس لديهم اي هدف بناء بل يسعون فقط خلف الأرباح المادية دون اعتبار للقيم والأعراف الدينية والاحتماعية .
ومن الأثار التي يجب الاهتمام بها ووضعها في الاعتبار أن التوسع الاعلامي وسهولة التواصل أصبحت منفذ تستغله بعض الفئات الضالة لتخريب معتقدات وسياسات وافكار وحتى العقائد الدينية ،فكم رئينا وسمعنا عن أولئك الذين استغلوا وغُيٍرت أفكارهم ومن ثم انضموا الى فئات منحرفة متطرفة ، او أولئك الذين غيروا دينهم واصبحو ملحدين يعادون الاسلام والمسلمين او اولئك الذين انحرفوا وخرجوا عن دولهم بالعداء والعدوان ، او الانشقاق الاجتماعي والمناداة ببعض الأفكار الدخيلة على المجتمع مثل حرية المرأة وخلع الحجاب والاستغلال عن المحارم .
مع ذلك لا نُغْفِل تلك الإيجابيات الكثيرة للإعلام وأثره على هويتنا اللغوية والثقافية وامننا الفكري حيث سهل تلقي المعلومات واصبح رافد قوي من روافد تبادل العلوم والمعلومات وبوابة لتقل أثر الحضارات والثقافات ومنبرا للعلم وتعلم الغات جديدة ولها اثر ايحابي كبير على تغيير الأفكار واصلاح بعض المعتقدات الفكرية واللوعي الامني الذاتي للفرد والمجتمع.
وارى انه ليس من الإجحاف التحدث عن سلبيات وأخطار الانفتاح الإعلامي وترك إيجابياته ومحاسنه .
نعم انه لحق أن له اثر ايجابي كبير جدا علينا وعلى مجتمعنا ولكني تحدثت عن السلبيات لأنها غير ظاهرة ويغفل عنها المثير بل ويزينها المُغْرِضون على اشكال حذابة تخدع المتلقي فقد تكون على شكل نصح أو صداقة عابرة أو تحذير خادع .
ومن هنا وجب التنبه لها واليقظة الفكرية ووجوب اعمال العقل ومشاورة الحكماء الراشدين فإعلامنا هويتنا ينبغي علينا الحرص عليها وتلقي ماينفعنا وترك ما لا ينفعنا