إثبات حبك لأبنائك بالفعل
بقلم الكاتبة / عبير العامري*
حبي لأبنائي هو حرصي على صلاحهم كما حرصي على صحتهم، ودراستهم، وتغذيتهم، وملبسهم، ومسكنهم
وإذا صلحت صلاتهم صلحت سائر الاعمال بإذن الله.
الصلاة في الشريعة الاسلامية المحمدية هي الركن الثاني من أركان وركائز الإسلام، وهي عمود الدين، وأول ما يحاسب عليه المرء يوم القيامة، فإذا صلحت صلاته وكانت تامة لا يشوبها شرود أو تأخير صلح سائر عمله، وإذا فسدت فلم يؤدها المرء أو تهاون فيها بشكل كبير أحبط الله أعماله الباقية فلا يُجزى بها في الآخرة.
الصلاة أيضاً هي الصلة بين العبد وربه، وعلامة فارقة بين المسلم وغير المسلم، ولذلك علينا أن نربي أطفالنا عليها، فلا نتركهم إلى أن يكبروا، فالعلم في الصغر كالنقش في الحجر، ومن شب على شيء شاب عليه، أما إذا تركناهم إلى سن البلوغ فسيجدون صعوبة كبيرة في أدائها والالتزام بها، فصلاة الصغير عادة تتحول تلقائياً إلى لذة وعبادة.
ان الصلاة أمرٌ من الله تعالى، وطاعة أوامره هي خلاصة إسلامنا، ولعل هذه الخلاصة هي : الاستسلام التام لأوامره، واجتناب نواهيه سبحانه؛ ألم يقُل عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}؟ ثم ألَم يقل جل شأنه: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ}.
و الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم أمرنا بهذا أيضاً في حديث واضح وصريح ؛ يقول فيه «مُروا أولادكم بالصلاة لسبع سنين واضربوهم عليها لعشر».
ولتبرأ ذمم الآباء أمام الله عز وجل ويخرجون من دائرة الإثم، فقد قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: "من كان عنده صغير مملوك أو يتيم، أو ولد ؛ فلم يأمُره بالصلاة، فإنه يعاقب الكبير إذا لم يأمر الصغير، ويُعَــزَّر الكبير على ذلك تعزيراً بليغا، لأنه عصى اللهَ ورسول ".
وإذا كنا نشفق عليهم من مصائب الدنيا، فكيف لا نشفق عليهم من نار جهنم؟!! أم كيف نتركهم ليكونوا-والعياذ بالله- من أهل سَقَر التي لا تُبقي ولا تَذَر؟!!.
لأن أولادنا هم الرعية التي استرعانا الله تعالى، لقوله صلى الله تعالى عليه وسلم: «كُلُّكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته» ولأننا سوف نُسأل عنهم حين نقف بين يدي الله عز وجل.
الصلاة هي غذاء الروح فهل لكي ايتها الام الفاضله ان تهتمي بغذاء البدن الهالك وإهمال الروح الباقيه، إهتمامك بتعليم أبنائك العبادات والخلق الحميد هي مثل إهتمامك بطعام وشراب ونظافة وصحة أبنائك تماما وربما تكون أشد وأدق.
لأن الصلاة تُخرج أولادنا إذا شبّْوا وكبروا عن دائرة الكفار و المنافقين، كما قال صلى الله عليه وسلم: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر»
وأعلم جيداً إن هذا الأمر ليس بالهين، لأنك تتعامل مع نفس بشرية، وليس مع عجينة -كما يقال- أو صلصال ؛ والمثل الإنجليزي يقول "إذا استطعت أن تُجبر الفرس على أن يصل إلى النهر، فلن تستطيع أبداً أن ترغمه على أن يشرب!" فالأمر فيه مشقة، ونصب، وتعب، بل هو جهاد في الحقيقة.
هو أعظم دور أكرم الله به الأم هي المعلم والمدرسه ودنيا الطفل الأولى أعانكِ الله عليه.ولا تنسو أن ضرورة وجود القدوة العملية متمثلة في تمام حرص الأبوين على الصلاة في مواقيتها .حرص الأب على اصطحاب أبنائه معه إلى الصلاة . وحرص الأم على أمر بناتها للقيام بالصلاة معها في البيت .هما من أهم الطرق لتعود الطفل على الصلاة.
ومن طرق التشجيع والترغيب هي ذكر ووعد الله بالجنه لمن حافظ على صلواته، وإقامة إحتفال للمصلي الصغير وجوائز ومسابقات حتى يشعر بسعادة المصلي.
ارجو الله لأبنائنا وأبنائكم الهدايه والصلاح.
* كاتبة ، محاميه متدربة