صورنا خاصة فينا
بقلم الكاتبة / عائشة الناجم*
أعتلى وسم "هاشتاق" #صورنا_خاصة_فينا الأعلى مشاهدة "ترند" لهذا اليوم السبت ٢٠٢٠/٤/١٨م الذي تم تداوله بناء على نشر عدة حسابات عبر تطبيق "السناب شات" مقاطع وصور لفتيات وشباب بهدف نشر الفضائح وهتك الستر
ولله الحمد قيادتنا وحكومتنا غلظت القيام بمثل هذه الأمور وأودعت قوانين حماية للجرائم الإلكترونية وعقوبات مُغلظة تصل إلى السجن والغرامة المالية المُرتفعة ليس فقط للحق العام بل حتى للحق الخاص
حتى بالنسبة للصور وهي أبسط الأمور فهي بالفعل ملك لصاحبها حسب ما صرحت الهيئة السعودية للملكية الفكرية أن عقوبة إنتهاكها سجن وغرامة ١٠٠ ألف ريال ، هذا فقط بالنسبة للصور فما بالك بالفضائح وهتك الستر حسب ماتم تداوله اليوم
الطريقة المُثلى لمواجهة مثل هذه الحسابات بالتسلسل القانوني عدم نشرها والتبيلغ عنها في نفس التطبيق الذي تم النشر فيه ومن ثم رفع بلاغ قانونيًا عبر تطبيق كلنا أمن فئة الدوريات الأمنية حتى وإن كانت المُشكلة لاتمسك شخصيًا ولا تعنيك فهي تعني المجتمع بأكمله على الأقل حفظ للحق العام بدون نشر وإستزادة النار بالوقود
المُفارقة العجيبة في هذا الوسم "الهاشتاق" أن بعض الحسابات تُبرر الفعل الخادش للأخلاق بأن الشخص يستحق ما حصل له من فضيحة لأنه هو من تسبب بها ! هل هذا منطق ؟ قد تكون الفتاة أو الشاب قد صوروا لثقتهم بأصدقاء قد خانو الثقة أو قد يكونون ضحية لخلاف شخصي أو قد يكونون ضحية لمخترق "هاكر" ! وحتى في أسوء الأمور أن يكون الشخص فعلًا قد قام بفعل سيء هل من واجبنا نشر الفضيحة وهتك جدار الستر والخصوصية !
عجيب هو المجتمع الذي يساعد بنشر الفضائح حتى لو لم يقوم بالفعل السيء هذا إلا أنه قد يساعد في نشرها وتوزيعها والحديث عنها ! ويتناسى صاحب النشر بأن له خصوصية قد تُنتهك في يوم من الأيام ولديه إبن أو أخت أو إبن خال أو عم أو أُم .... ألخ الدائرة تطول وتُحيط بالمُساعدين على نشر مثل تلك الفضائح تحت مسمى درء المفاسد والعظة والعبرة ! فقط لو نرى كل المجتمع عائله واحدة لتغيرت نظرتهم قبل القيام بمثل هذه التصرفات
العظة والعبرة لا تكون بالفضائح للعلم أنا ضد تصرفات بعض المقاطع بالحسابات المفضوحة وقد يكونون قاموا ببعض التصرفات التي تنافي الأخلاقيات ! ولكن نحن بشر قد نخطيء ونصيب ولسنا ملائكة مُنزلين من السماء و لسنا مخولين لإطلاق الأحكام على هؤلاء الشباب أو الفتيات الذين تم فضحهم أو نشر غسيل أخطائهم على الملأ
ولنا في قصة الرجل الذي أسرف على نفسه بارتكاب الذنوب حتى قتل مائة نفس وأي ذنب بعد الشرك أعظم من قتل النفس بغير حق؟ ومع هذا إلا أنه كان لا يزال في قلبه بقية من خير وتاب بعدها! يجب أن نعظم شعائر الأمور ولا نطلق الأحكام بنظرة محدودة ضيقة ، الدين نصيحة لا نُعالج المشكلة بمشكلة ولا نقابل السيئة بالسيئة قبل إطلاق الأحكام ، ولا نحكم على ظاهر الناس قبل التنقيب عما بما بداخلهم ، هناك جهات مختصة تُعاقب فعلهم بطريقة قانونية وشرعية وليس نحن !
قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا "
وروى المسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة "
ولله الحمد الجهود جبارة في القضاء على أي جريمة إلكترونية سواء فضائح أو إبتزاز أو منافاة للأخلاقيات بطريقة سرية وسريعة من قِبل الجهات المعنية وجميعنا يعلم كم من مشهور وغير مشهور قد تم ضبطه بسبب نشر مُحتوى مخالف !
يجب أن نكون يد واحدة في القضاء على مثل هذه الظواهر الغريبة على المجتمع .. وأولها ظاهرة التصيد لأخطاء الآخرين والتنقيب عنها بهدف الشُهرة أو الإستشراف و النفاق الإجتماعي أو كسب قتات العيش بطرق مُلتوية غير مشروعة بسبب تلك الفضائح ..
وأخيرًا:
يارب أسترنا وأستر جميع المسلمين فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض
* كاتبة سعودية ـ المنطقة الشرقية
1 ping