ممن أخاف
بقلم الكاتبة/ آمال الغامدي *
نحن في حجر لكن هذا الحجر من فضل الله ونعمه علينا أننا ننعم بوجودنا حول أُسرنا تحت سقفٍ واحد ونحن بصحة وعافية، صحيح أننا لانستطيع أن نرى بعض أقاربنا وأحبابنا لكن نحمده سبحانه أننا جميعاً ننعم بطمأنينة وراحة بال ، ننام ونستيقظ ونحن في أمنٍ واستقرار، والمأكل والمشرب متوفر لدينا، وحكومتنا من فضل الله علينا أنها مع مواطنيها وشعبها ونحن في أمن وأمان طالما نحن نطبق ونلتزم بشرع الله وكتابه وسنة نبيه محمدصلى الله عليه وسلم.
ودوري أنا وأنتم الآن هو أن نستغفر ربنا ونتوب إليه ، لأننا جميعاً مقصرون ومذنبون في حق الله ولا نخلوا من الذنوب والمعاصي ونعلم أن الله يرسل آياته لنا لتخويف والتحذير كي نرجع إليه ونتوب، وعلمنا في القرآن قصص ومواعظ وماحصل مع الأنبياء وغيرهم والغرض من ذلك نتعظ ونأخذ العظة والعبرة، ولذلك كان كتاب الله معجزته الخالدة إلى يوم القيامة وما ذكره الله لنا ليس من أجل القراءة والهذ بدون تفكر وتأمل في أحداثه وقصصه وفوائده وعبره:
(( يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ))
وأتمنى كل منا يتعظ مما حصل الآن حبسنا أنفسنا وجلسنا في بيوتنا ليس لأن المكان الفلاني فيه نوع من أنواع المعاصي التي لاترضي الله وليس لأن المكان يوجد به ما الله به عليم من المحرمات وإظهار المرأة لمفاتنها وتزينها أمام الرجال ، والأماكن التي تضج باللهو والشيشة والأغاني والموسيقى بأعلى صوت في الأسواق والمطاعم وعلى الأكل والشرب والاحتفالات بما يدعى بأعياد الكرسمس وغيرها من الأعياد التي لم يفرضها رب البشر وهو أعلم وأحكم بما يفرضه علينا.
جلسنا إلزاماً ولبسنا الكمامات وتلثمنا من الأعلى إلى الأسفل خوفاً من المرض ولكي نبتعد عن الفايروس ليس لأنه أمر يأمرنا فيه الله بالطاعه والأمتثال لأمره، حبسنا أنفسنا لا نريد المرض ينتشر ويتفشى بيننا.
إذاً لماذا لا نفكر قليلاً ونكون مثل ما استطعنا ضبط أنفسنا ووقايتها بالكمامات وجلوسنا في بيوتنا نستطيع اذاً أن نمسك أنفسنا عن الحرام وعما يغضب الله سواءً الآن أو فيما بعد، وبما أننا أستطعنا إمساك أنفسنا لمنع تفشي الوباء والفايروس فمن باب أولى أن نعاهد أنفسنا مع ربنا بالاستغفار والتوبة إليه والبعد عن المحرمات وعن المجاهرة بها وعما يغضبه ، ونتقيد بأوامر الله لنا ونتفكر قبل أن نقدم على شيء هل هذا يرضي الله أم غير ذلك.
ونعلم أنه لا أحد يستطيع أن يقف أمام قدرة الله وعظمته وكبريائيه بشيء ونحن خلق من خلقه ضعفاء أمام قدرته وعظمته التي يعجز أمامها الأطباء والخبراء وأصحاب العلم وجميع من خلق في السموات والأرض . تفكرت فيمن ادّعوا أنهم يستطيعون أن يستنسخون نسخة من خلق الله..
أين هم الآن أين علمهم أين درساتهم أمام فايروس كورونا الضعيف سريع الإنتشار، لا أحد يستطيع أن يجد دواء لهذا المرض إلا بمشيئته وقدرته عز وجل وقدرته سبحانه جعلت جميع العالم يقف في ذهول من هذا الوباء نسأل الله العفو والسلامة ، ومازال البحث والتحري قائم لوجود العلاج المناسب ونحن أحبتي يجب أن نخاف من عذاب الله وعقابه، صحيح أننا نعلم أن الله غفور رحيم وأن رحمته سبقت غضبه لكن ذلك لا يجعلنا نتمادى ونستمر في الذنوب ونتهاون بها حتى لانفتتن وننسى ما أمرنا به ربُنا ويحل سخطه علينا بسبب ذنوبنا.
وأخيراً اسأله سبحانه أن يردنا إليه رداً جميلاً وأن يلهمنا رشد أنفسنا إنه ولي ذلك والقادر عليه .
* كاتبة سعودية
6 pings