النجاح والفشل
بقلم الكاتبه/ رؤى المطيري*
عندما نتحدث عن النجاح أو الفشل فإننا بذلك نطرق محطات حساسة يمر بها الإنسان في حياته,وهذه المحطات بلا شك تترك أثرها السلبي أو الإيجابي على مسيرة ذلك الإنسان وتوجهاته الفكرية والنفسية والاجتماعية بصورة ربما لا يشعر بها أو يربط بين النتيجة أو السبب,لذا فهو قد يكرر الخطأ فيحدث الفشل دون أن تكون لديه تلك القدرة على الاستنتاج والمقارنة بين الأحداث المشتركة,وهو في المقابل قد يكرر الصح فيحدث النجاح دون الاعتقاد أيضا بالمتغيرات المحيطة أو المساندة,ويدخل هذا التكنيك البسيط تحت جوانب سيكولوجية متعددة المحاور وعلى رأسها القدرة على التأمل والتي تختلف نسبياً من فرد إلى آخر,والحقيقة أنه كلما زادت القدرة نشاطاً في الجانب التأملي الاستنتاجي كان الفرد أكثر نجاحاً في الابتعاد عن الخطأ,وبالتالي فهو يستطيع الزيادة من احتمال تجنب الفشل,ومثل هؤلاء الأفراد يكونون عادة أكثر إيماناً وأشد قناعة بعملية "التخطيط" وتحديد الأهداف,ولا أبالغ حين أقول إن هناك من تسأله عن هدف مهم وقريب المدى في حياته تتوقع منه أن يجيبك بما يخطط له كالتخصص في الجامعة أو الوظيفة فتفاجأ أن ذلك الشخص هو ذاته لا يدري ماذا يريد أن يفعل,فالصورة الذهنية أمامه تبدو ضبابية ليس للظروف المحيطة – كما يستغلها البعض حجة.. حيث نعد أن الإنسان العقلاني هو الذي يستطيع أن يعالج مشكلته.. فإن كثيراً منا يكونون عرضة لتكرار مواقف الفشل في حياتهم ومن ثم يصابون بالإحباط، الأمر الذي يجعلهم يعيشون حياة شخصية ومهنية تقليدية بعيدة عن تحقيق الأهداف الإيجابية فتلغى بصورة غير مقصودة كثيراً من الحوافز النفسية الإيجابية التي توجد الدافعية والشعور بالإنجاز,لذا فإن تقليل الفرد من أهمية التخطيط السليم لحياته يجعله يعيش بلا مبالغة داخل أحد المحورين الأول هو أن تكون حياته تقليدية يقتلها الروتين ويقتله أيضاً والثاني هو أن تكون حياته عرضة كبيرة للمصادفة فتظل الأحداث تأخذه يمينا ويساراً,وبالتالي يضطر أن يتكيف مع صدمات الصدف التي تمر به وتفرض نفسها عليه..إيها القارئ لا شيء ضروري لتحقيق النجاح بعد التوكل على الله أكثر من المثابرة لانها تتخطى كل العراقيل..لأن ثمرة النجاح تأتي من الصبر الطويل,يجب لكي تنجح أن تكون رغبتك في النجاح أكبر من خوفك من الفشل ,عندما تحقق النجاح لا تظن أنك ستسترخي للإستمتاع به,اذ إن أحداً لن يتيح لك ذلك,إذا كان مصعد النجاح معطلاً,استخدم السلم درجة درجة..قبل أن يحاول المرء أن يصبح ناجحاً عليه أن يحاول أن يكون أنساناً له قيمة وبعدها يأتي النجاح تلقائياً.
* كاتبة سعودية