الحيــــاة بيّن يديـــك
بقلم الكاتبة / أفراح الغفيلي*
إلى متى نسير في قارب الحزن
لاندري لعل الأيام القادمه كلها خير وسعاده وسرور ، فافتح نافذة الأمل لتشرق على حياتك البسمه والتفاؤل بأنّ غداً أجمل بإذن الله ...
وفي الحديث القدسي (أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ماشاء) فالتعجيز اللفظي في الحديث عندما قال عند ظن ولم يقل عند حسن ظن ،لأن الظنون أنواع منها الحسنه ومنها السيئة فأنت الذي تحدد نصيبك من الحياة بالظن الذي تظنه ان ظننت خيراً أتاك الخير وإن ظننت سوءاً أتاك السوء .
فأحسن الظن بالله حتى وإن كنت غريق في بحر الهموم والأحزان حتى في همك وحزنك.!!لك من الأجر العظيم عند ربك.
لماقَالَ رَسُولُ الله ﷺ: عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ. رواه مسلم.
فكل أمر يصيب المؤمن خيراً له ،،نحن لانعلم الغيب في خفايا الأُمور أشياء كثيره يدبرها الله لنا
فالعقل البشري لايتصور حجم الشيء الخفي وضرره عليه قد يرى الأنسان ظاهر الأمر خيراً ولكن قد يكون في باطنه الشر الكثير فيصرفه الله عنه رحمة به إنه بعباده حليم رؤوفٌ رحيم .
فادعوا دائماً بهذا الدعاء(ربِّي أخْتَر لِي وَلا تُخيّرنِي فإن الخِيرَة فِيما أخترته لي اللهم يآ مُدبّرَ كُلّ عسِيرْ دبّر أَمرِي أكتُب لي التوفيقْ أينما كنُت)
ارضى بالمقسوم ولا تمد عينيكَ إلى نِعم الآخرين
ولا تسخط بماعندك وطهر قلبك من الغل والحسد
وتصالح مع نفسك تغافل كثيراً وتجاهل الزلات فلا يوجد شخص كامل واعفو عمن أساء إليك واصفح الصفح الجميل لتعيش بسكينه وراحة بال وأبدأ بالسلام وتواضع مع الجميع ولاتنتظر شيئاً من البشر
إنما انتظر الجزاء من ربّ البشر واحتسب الأجر .
فإن رضيت أرضاك الله وإن سخطت سخط الله عليك فالحيـاة بيّن يديك .
قالى تعالى:{نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍۢ دَرَجَٰتٍۢ}
فلا تقارن نفسك بماعند الآخرين فإن الله قسم الأرزاق وقدّرها لحكمه هو أعلم بها ،ولو علمنا الغيب لاخترنا مااختاره الله لنا
قالى تعالى:{وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِۦٓ أَزْوَٰجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ}ومن قنع بحياته باليسير هان عليه كل عسير .
اعلم يقيناً :
ماأخذ الله منك شيئاً إلا ليعوضك خيراً منه .
وماحرمك من شيئاً إلا لأنّ فيه مضرة لك فلاتحزن عليه
لو كان خيراً لبقى.
وماأعطاك شيئاً كرهته إلا وفيه خيراً كثيراً .
قال تعالى:{وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم}
لا تأسى على مافات ولاتندم على أمر قد قدُر عليك مُنذ ألاف السنين قبل أن تُخلق وقبل أن تصبح شيئاً مذكوراً في الوجود لقوله تعالى:{لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ}
ويكفينا من كلام الله مواساةً لنا وتخفيفاً لأوجاعنا وآلامُنا حتى لانشقى في الدنيا لقوله تعالى:{ماأنزلنا عليك القرآن لتشقى} فالقران لم يأتي إلا رحمة لنا وشفاء لما في الصدور فلانقنط من رحمته، وعدم الإعتراض على قضاءه والجزع من الإبتلاء والمصائب ؛فالمصائب تزيل الذنوب والخطايا ،وترفع العبد منزله عند الله .
لقوله تعالى :{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}
الجئ دائماً إلى الله فهو أعلم بمصابك وأعلم بحزنك وهمك فااجعل شكواك لهُ قبل كل شيء.
اللوح المحفوظ :
لأن القدر مقدر ومكتوب لكل إنسان قبل خلق آدم عليه السلام والحكمة من ذلك حتى يعلم الإنسان أنّ كل شيء يمر به من حزن وضيق وهم ومرض مكتوب عند الله عزوجل في (اللوح المحفوظ )وليست من تدابير البشر وإنما البشر أسباب فقط .
ومعنى اللوح هنا :هي أداة حفظ بها الله مقادير الخلق قبل أن يخلقهم،لكي يرضى العبد بما قُدر عليه من قضاء خيراً كان ام شراً ولايجزع ولا يندم على مافاته من فرص دنيويه ،فوالله لو علمنا الغيّب لاخترنا الواقع فإنّ رحمة الله بعبده أوسع مما نتخيّل.
قالى تعالى:{مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍۢ فِى ٱلْأَرْضِ وَلَا فِىٓ أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِى كِتَٰبٍۢ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ }
اعلم أنّ ماأصابك لم يكُن ليُخطئك
وماأخطأك لم يكُن ليصيبك .
فأنت وأنا ونحنُ جميعاً تحت رعاية الله ورحمته
فكُل شيء يمر بنا هو خيرٌ لنا ،يدبر الله أُمورنا ونحن في بيوتنا آمنين مطمئنين فالله لطيف بعباده
فتدبير الله لشؤونك أفضل من تدبيرك لنفسك ولن يختار لك اللطيف إلا كُل خير فقط ثق بالله وتوكل عليه (ومن توكل على الله فهو حسبه)
الصبر على الدنيـّـا:
إنّ الله لم يخلقنا في هذهِ الدنيا ليُعذبنا والمصائب التي تحلُ بنا إنما هي رفعةً لنا وزيادة في الدرجات وفضل في الآخرة قالى تعالى:{فااصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا } تأتي المصائب امتحان من الله ليرى فيها قوة صبر المؤمن وقوة إيمانه على قضاءالله وقدره ولكي يطهرنا من ذنوبنا ويعلمنا من الحياة مالم نعلم كالصبر والتأني والحكمه والخبره في الأمور والتعامل مع البشر .
لقوله تعالى:{ويعلمكم مالم تكونوا تعلمون}
لولا عظمة الصبر لما صار الصبر باب من أبواب الجنّه
فمجاهدة النفس وضبطها عند الفتن صبر
فالجنّة لن تأتي على طبق من ذهب فلابد من العناء والتعب والمشقه
قالى تعالى:{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}
الذين يشتكون من قلّة الرزق،وقلّة الحظ،وسوء الحياة خزائنهم مليئة وغنيّه، ولكنهم فقدو مفاتيح كنوزهم ،
وهي التفاؤل والصبر والإيمان.
مرارة الأيـّــام:
لولا مرارة الأيام لما ذقنا طعم الفرح فااصبر الصبر الجميل على مصاعب الحياة لأنها
حظات عباره تمر وتمضي مهما كانت صعوبتها ومرارتها
لقوله تعالى {إنّ مع العسر يسر}
والجميل في تلك المصائب انها لن تدوم طويلاً
لقوله تعالى:{وتلك الأيام نداولها بين الناس}
ستأتي الأيام الصعبه على الناس
وستمضي وكأنها لم تأتي ابداً ..
وكما قال الإمام الشافعي رحمهُ الله في
أبيات قصيدته:
دع الأيام تفعل ماتشاء...وطب نفساً إذا حكم القضاء
ولاتجزع لحادثةِ الليالي...فما لحوادث الدنيا بقاء
سرعـة الأيــام:
الأيام تمضي سريعاً فإن كُنت اليوم على حزن وضيق
فـ بالغد سيأتي الفرج وتصبح على فرح وسرور وبهجه والعكس صحيح إن كنت في سعاده فـ بالغد ستأتيك الأحزان والهموم والكروب فلا شيء يدوم ..
استثمار الحيـاة:
استثمر حياتك بما ينفعك فالأيام تجري سريعاً
والأمس لن يعود والقادم بيّن يديّك .
استغل الفرص الثمينه وأسعى للأفضل
طوّر من ذاتك..اقرأ كتاب ..احضر دورات تدريبية..تعلم من خبرات الآخرين ..افتح مشروع ولو كان صغيراً..
أنجز مهاماً في يومك لاتجعل يومك يمر بارداً من غير فائده..إقرأ ورداً من القرآن وخصص وقتاً للإستغفار والذكر..وبذل الجهد في المنافع والمصالح .
شارك بأعمال تطوعيه ..اسقِ الماء ..اكفل يتيم ..
ساعد محتاج..تصدق بالمال ..
اقضِ حوائج الناس بدون مقابل..
وتذكر كل عمل خير تقوم به سَتجني ثماره في حياتك .
سر التعامل مع الحيــاة:
إليكم هذا السر لتغيير أُمور في حياتك ..
والبُعد عن كل قلق وهم وضيق..
هما وصفتان سحريتان لتجنب وقوع المكروه
والبلاء بإذن الله!!؟
الوصفه الأولى:
الدعاء؛
جاء في الحديث عن النبي ﷺ أنه قال: (لا يزيد في العمر إلا البر، ولا يرد القدر إلا الدعاء) ومعناه أن الدعاء من أسباب عدم وقوع المكروه، والله قدر الأقدار وجعل لها أسباب، فإن دعا وقد استجاب له،أتاه الخير وحفظ ماعنده من نعم ،وإن دعا ولم يستجب له فقد دفع الله عنه بلاءً كان سيصيبه وإن دعا ولم يستجب له فقد خبأها الله له في الآخرة وتلك اعظم منزله حتى يتمنى المؤمن انه لم يستحب له دعاء قط لما فيه من الفضل العظيم في الآخرة فالدعاء على ثلاث مراحل ،وكل يد ترفع إلى الله فلن يردها الله خاليه خائبه وذلك من كرم الله سبحانه لحديث النبي ﷺ أنه قال: (إِنَّ رَبَّكُمْ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا)فلهذا جاء في الحديث أنه لا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر، وأن العبد يحرم الرزق بالذنب يصيبه.
الوصفه الثانيه:
الصدقه؛
لحديث النبي ﷺ أنه قال:
(الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار)
وأنها تدفع المصائب وتمنع وقوعها، وتنجي العبد هو وأهل بيته منها ، وهي سبب لغفران الذنوب والمعاصي تمحو الذنوب والخطايا التي قد تكون حاجزاً بين العبد ورزقه ،تمنع عن صاجبها ميتة السوء، وتُحسن ختامه في الحياة،تنجي العبد يوم القيامة، وتثقل حسناته يوم الحساب،تشكل ستراً للعبد من لفح جهنّم وحرّها، وتمنعه من دخولها،وتنجي من عذاب القبر،وتطرح البركة في عمر صاحبهاوماله ،وتعالج المرضى، وتعجل في شفائهم، وتمدهم بالصحة والعافية بإذن الله وتجعل الملائكة الكرام يدعون للمتصدّق بالخَلَف والعوض.
الحيــاة قصـيره:
الحيــاة قصـيره فلاتُضيعها بالكآبة والانغلاق على نفسك
والندم والتحسر على مافات وجلد ذاتك
لا تستنزف طاقتك وتهدر وقتك بالتفكير فيما مضى لأنه لن يعود وقد يسلبك الراحه والنوم ويجعل مزاجك سيء
وأسعى للتفكير الإيجابي السليم نحو المستقبل المشرق
والأمل والتفاؤل بالخير والبشرى وعدم التشاؤم والتملل
لما في الحديث النبوي (تفاؤلوا بالخير تجدوه)
فكل يوم يمضي من حياتك لن يعود
فاستغل يومك الذي بيّن يديّك وأصنع لهُ روتيناً جميلاً .
الحيــاة بيّن يديــك:
أُخلُق ليومك طاقه إيجابيه بتفاؤلك بالخير
واصنع سعادتك بنفسك ولاتنتظرها من أحد
أحب نفسك وتعامل معها برفق استرح قليلاً من ضغوطات الحياة فلنفسك عليك حق
اشغل نفسك بأشياء مفيده ،مارس هواياتك، تعلم شيء جديد ،استمع لمُحاضرات ومحفزات وقصص مفيده في اليوتيوب ،اكتسب خبرات ومهارات تضيف لك
وخصص وقتاً لنفسك اصنع لك كوباً من القهوة الساخنه واقرأ كتابك المفضل وهيئ الجو المناسب وعطر المكان ،استرخي وتأمل خُذ نفساً عميـقاً بالزهيق والزفير
ضع خططاً مستقبليه وحدد أهدافاً للنجاح
وأسعى لتحقيقها، بالتوكل على الله قبل كُل ذلك.
وصايـا للحيـاة:
تذكر وصايا الرسول ﷺ
(اغتنمْ خمسًا قبل خمسٍ
شبابَك ..قبل هرمكَ
وصحتَك.. قبل سَقمِكَ
وغناكَ ..قبل فقرِك
وفراغَك.. قبل شغلِك
وحياتَكَ ..قبل موتِكَ) [حسن]
وأخيراً ..
توكل على الله
يكُن معك عوناً ومعيناً.
والسلام ..مسك الختام.
4 pings