هُزِّي جَذْعَ نَخْلِ الغِيابْ
بقلم الكاتب: نبال الحلواني
لا تَقْرَئِي كَفَّ صَبْرِي؛ بَلْ هُزِّي جَذْعَ نَخْلِ الغِيابْ ..
•
وَلأنَّ لِقاءكِ على مَشارِفِ الغَيْبِ يا "شُجونُ"، اسْتَعَرْتُ ثَوْبَ التَّجَلُّدِ ..
لَيْلُ العَناءِ طَوِيلْ ..
والشَّوْقُ لا يُدَثِّرُهُ ثَوْبُ الاسْتِعارَةِ ..
سَأجْلُبُ بَخُوْرَ الزِّيْفِ، وَأقْرَأُ طَلاسِمَ السَّرابِ، سَأُحَضِّرُ طَيْفَكِ يُناجِيْنِي وَأناجِيْهِ ..
•
-أطْفَأتُ الأنْوارْ
-لِمَ أطْفَأتَها؟
-لأنَّ العَتْمَةَ يا "شُجونُ" لا تَسْمَحُ لِطَيْفِكِ بالأُفُولْ ..
لأنِّي أُرِيْدُ أنْ أرَى تَقاسِيْمَ وَجْهِكِ تُهَشِّمُ مِرْآةَ الغِيابْ
-أيُّ تَقاسِيْمَ تَرَى وَهِيَ مَحْضُ خَيالْ؟!
-لَكِنَّهُ ما زَالَ مَنْقُوشًا بِذاكِرَتِي
-أجْزُمُ أنَّكَ مَجْنُونْ!
-صَدَقْتِ
فَأنا ما أرَى سِوَى سَرَابٍ لا تَسْتَقِيْمُ الحَقِيْقَةُ مَعَهُ
لَكِنَّها لَحْظَةٌ تَنْقَبِضُ بِها الرُّؤى، فَتَفِرُّ مِنْ زَمَنٍ يَخْلُو مِنْكِ ..
لَحْظَةٌ، جَذْوَةُ الشَّوْقِ لَمْ تُبَرِّدْها تَجاعِيْدُ الأمَلِ بِلِقائِكِ يَوْمًا ..
-يا الله ..
لَيْلُ الاشْتِياقِ ما أظْلَمَهْ ..!
ما أقْساهْ ..!
ما أوُجَعَهْ ..!
-لَيْلُ العَاشِقِيْنَ يا "شُجُونُ" فِيْهِ ألْفُ حُلْمٍ وَألْفُ أُمْنِيَةٍ، نَسْتَجْدِي مِنْهُ نَظْرَةَ عَيْنٍ غارِقَةٍ في سَرَابِ الْلِقاءِ ..
نَبْحَثُ عَنِ كَتِفٍ مَتِيْنٍ ؛ لِتَتَّكِئَ عَلَيْهِ رُوحٌ عارِيَةٌ، لا يَسْتُرُ سَوْءَتَها سِوَى مِعْطَفِ الرَّجاءِ ..
سَتَبْقِيْنَ يا "شُجُونُ" على قَيْدِ أُمْنِيَتِي .. على قَيْدِ رَجائِي ..
سَيَبْقَى طَيْفُكِ مِشْكَاةَ لَيْلِيَ الضَّرِيْرِ ..
وَلِأنَّ المَاءَ يا "شُجُونُ"
لا تَسْتَخْرِجُهْ إلّا الأيْدِي العَطْشَى
بإِمْكانِكِ الآن الانْصِرَافْ ..
وَسأبْقَى أغْزِلُ مِنْ طَيْفِكِ كُلَّ لَيْلَةٍ
ثَوْبَ رُؤيا وَرَجاءْ ..
•
رَحَلَتْ ..
وَقَدْ تَرَكَتْ لِيَ لَيْلًا مُبَلَّلًا بِ "لَوْ"
وَفَجْرًا يَصْحُو على "لَيتْ"