رفقا بالأيتام
بقلم الكاتبة / شيماء محمد *
لا أريدكم أن تنظروا إلى الأمر من زاويتي بل أريد أن تكون نظرتكم صواباً وأن تنظروا إلى الأمر بطريقة صحيحة للحظة واحدة.
منذ رحل أبي وفارق الحياة أيقنت بأن هذا الفراق هو فراق حقيقي، وغيره زائف..
عندما تفقد عزيزاً على قلبك.. تفقد معها لذة الروح التي بداخلك.. رغم أن الجميع يعلم ما معنى الفراق والوداع الحقيقي.. لكننا نتناسى ونهرب من التفكير في الذكريات.
ولكن هذه الذكريات مكدسة صلبة تأبى النسيان والخسارة تأتي إليك خلسة عندما يرخي الظلام سدوله. تأتي كل يوم وتفتح لنا ذراعيها القاسيَين وتسرد أدق وأصغر التفاصيل إليك ولا تذهب إلا عند آخر دمعة من عينيك.
ولكن أستميحكم عذراً ارفقوا بقلوبنا.. جميعنا نتألم من الفقد وكل منا فقد له عزيزاً على قلبه احتفلوا في آبائكم وأمهاتكم وأولادكم سرًا.. ارفقوا بكل محروم. هناك خلف الهواتف من يتألم ويبكي ويتمنى بأن الموت لم يخطف منه أحداً.
قبل وفاة (والدي محمد) رحمة الله عليه وعلى المسلمين أجمعين.
كنتُ أراعي مشاعر الأيتام التي يحتضنهم هاتفي لا أتباهى بوالدي ووالدتي على برامج التواصل الاجتماعي خوفاً من الله على مشاعرهم وخوفاً من أن أبكي قلباً كسره الفقد.
وعندما فقدتُ والدي أصبحتُ أرى الجميع يفتخر بوالده على الهواتف وكأن الجميع اتفق على تمزيق قلوبنا نحن لا ننسى ولكن نتظاهر بالنسيان، نتألم بصمت، نبكي بصمت، نكون أقوياء أمام الأهل حتى لا يكسرهم الحنين ويغرقوا في دوامة الأوجاع والأمراض.
ولكن نحن ضعفاء لاح علينا الحزن الممزوج باليأس والوجع.
ما أسوأ هذا الشعور أزعجني كثيرًا. ليسَ جميلاً أن تفكر بنفسك ولا تهتم بمشاعر الآخرين.
لقد كتبت هذه الرسالة في الساعة الرابعة فجرًا وأنا غارقةٌ بالدموعِ والحنين لأبي.
(ملاحظة: بناء على وصية الرسول ارفقوا بنا)
6 pings