جعلت من صمتي لغة
بقلم الكاتبة / غلا المالكي*
أنا التي جعلت من صمتي لغة..
رغم تعثر الكلمات وإنكسار صور الحروف في صوت القدر..
أصبحت ناضجة أكثر .. واعية..
أرى تلك الصور على مسرح الحياة كالدمى تتأرجح في صور إنكسارها وأنا أبتسم..
أراقب بصمت .. إنشطرت روحي..
حتى تغيرت كثيرًا..
لم أعد أفتش عن سر الراحلين..
وعن الأسباب وراء كل غياب..
أصبح عزائي الوحيد وملاذي .. العزلة والكتابة..
لم تعد تمزقني أيادي الحنين..
ألبست أرواحهم الأكفان .. بكيتهم .. دفنتهم .. وأقمت مراسم العزاء ..
أصبحت أخاطب أحرفي وأقرأ بصوت نحيب الحياة بحروف مثقلة وأسطر مختنقة .. وأنا بصمتٍ وهدوء.
وصرخات القدر المحتوم تبصرني..
أصبحت ناضجة أكثر وأنا أكبر..
أكتفيت بالصمت .. بالعزلة.. وأنا أكشط صور الحياة وأقرأ الوجوة في سطور ثم أبتسم بحروف تبكي..
كبرت واكتفيت..
وابتسمت لطهر قلبي ويدي الحانية ..
لم تكبلني دعوة مظلوم...
لم أفلت يد محتاج..
لم أتناقض مع نفسي..
كبرت ولم أعد طفلة تتشبث بأثواب الحياة وتبكي..
خرجت بحروف عظيمة..
مزقت الصمت وطرقت مسامع العالم .. كبرت يا أخي لم أعد طفلة .. وجعلت من صمتي لغة أحدث بها العالم وأخرس بها افواهه الحياة.
2 pings