أناقة مفقودة
بقلم الكاتبة / لطيفة بنت عبدالله القثامي
استوقفتني عبارة " الحياء نوع من أنواع الأناقة المفقودة ,شيء من البهاء الغامض الذي ما عاد يُرى على وجوه بعض الإناث "استوقفتني وهزتني كثيراً وكأنها ضغطت على الجرح بل أقول أيقظته، صدقت وربي هو الذوق المقتول ، هو الأناقة الكاملة، هو شعبة الأيمان وهو قمة الأنوثة والنعومة .
بعدها بدأت اسأل نفسي وقلت : الحياء شعبة إيمانية وقيمة أخلاقية، قتلتها وسائل التواصل الاجتماعي وبعض دورات تطوير الذات بحجة الجرأة.
إن الحياء مركوز في نفس كل إنسان، والدليل لما بدت سوآتهما طفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة، فأصل الحياء مجبول في النفس وفطري ، ولذلك أمر الله المرأة بالحجاب فيه إلماح إلى معنى أصيل في الفطرة الإنسانية وهو أن الأصل الستر بينما الكشف هو الاستثناء؟!!
إذن فالحياء معنى من معاني الحياة ،وهو مركب في ذلك المخلوق المكرَّم؛ الذي أنزل الله إليه اللباس ستراً والرياش زينة ؛كما أُنزل له الهدى برا وتقوى، فقال تعالى: (يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتِكم وريشا ولباسُ التقوى ذلك خير)
فالله حييٌ يحب الحياء ،سِتِّير يحب الستر قال صلى الله عليه وسلم في الحياء: " إن لكل دين خُلُقاً، وإن خلق الإسلام الحياء"
وقال: " الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة" وقال: "الحياء خيرٌ كله"
قال صلى الله عليه وسلم-" خيرٌ كله" وقال ايضاً:" لا يأتي إلا بخير" كما يجب أن تعرف الفتاة أن قيمتها الحقيقية في عقلها وأدبها وحياءها ،فهذه الأشياء تنمو مع الزمن، بينما يتناقص الجمال الحسي مع الزمن حتى يزول .
ولنا أسوة في حياء العفيفات من السلف الصالح ، مثل:الفتاة التي سقى لها ولأختها موسى عليه السلام،و قال عنها القرآن الكريم أنها جاءته" تمشي على استحياءٍ ،قالت إن أبي يدعوك ليجزيَك أجرَ ما سقيتَ لنا"
فكانت تمشي على استحياء وتتحدث على استحياء...فلم تتكلم معه إلا بالضروري من الكلام وهو أن أبيها يدعوه،ثم مشت خلفه حتى وصلا إلى أبيها.
و"مريم" ابنة عمران التي قال عنها القرآن الكريم أنها: " أحصنت فرجها"،ولما ظهر لها جبريل عليه السلام في صورة رجل، قالت له:" إني اعوذ بالرحمن منك إن كنتَ تقيا"
عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها التي قالت بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر: "كنت أخلع ثيابي في حجرتي ولم أكن أتحرج، أقول : زوجي وأبي، فلما دُفن عمر رضي الله عنه ،كنت أشد عليِّ ثيابي حياءً من عمر"!!!
وفاطمة الزهراء التي بلغ حيائها أن تستحي أن يرى الرجال جسدها وهي ميته؟!!!
فهي لم تعجبها طريقة وضع الثياب على المرأة وهي ميتة خوفاً من أن تصفها،(فقالت لأسماء بنت عميس:" يا أسماء إني قد استقبحت ما يُصنع بالنساء أن يُطرح على المرأة انظري إلى السمو الذي تعيشه فاطمة رضي الله عنها الثوب يصفها!!! ،فقالت أسماء:" يا ابنة رسول الله ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة؟ فدعت بجرائد رطبة فحَنَتها ثم طرحت عليها ثوباً،فقالت فاطمة: ما أحسن هذا وأجمله لا تُعرف به المرأة من الرجل،فإذا أنا مِتُّ فغسِّليني أنت وعلي،ولا يدخل عليَّ أحد،فلما توفيت رضي الله عنها غسَّلها علي وأسماء.)
المجد يشرق من ثلاث مطالع في مهد فاطمة فما أعلاها
هي بنت ؟من هي زوج من ؟ هي أم من ؟ من ذا يداني في الفخار أباها
هي أسوة للمؤمنات وقدوة يترسم الفجر المنير خطاها
وكذلك امرأة من أهل الجنة حدَّث عنها عطاء بن أبي رباح حين جاءت المرأة فقال لابن عباس:" ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ فقال بلى، فقال هذه المرأة السوداء جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت" إني أُصرع وإني أتكشَّف، فادعُ الله لي، فقال إن شئتِ دعوت لك وإن شئت صبرت ولك الجنة، فقالت:" أصبر:،قالت إني أتكشف فادع الله لي ألا أتكشف؛فدعا لها "!!
أختي الغالية هل تقبلين أن تكون النساء في الجاهلية قبل الإسلام أفضل وأتقى منك؟
ولك أن تستمعي لما قالته( "فابيان "أشهر عارضة أزياء فرنسية سابقاً ؛بعد أن هداها الله للإسلام قالت : " لولا فضل الله علي َّو رحمته بي لضاعت حياتي في عالم ينحدر فيه الإنسان ليصبح مجرد حيوان كل همه إشباع رغباته و غرائزه بلا قيم و لا مبادئ ") لقد قالت ذلك بعد أن ارتدت من أفخر ا لثياب ما لا تحلم به أية فتاة، و جربت من خطوط الموضة ما تتوق له أية امرأة، ،ولكنها أدركت أن كل ذلك سراب خادع، إن الجمال الحقيقي في الحياء والستر.
وختاماً يبقى رداء الحياء أجمل ما ترتديه المرأة مهما بلغ جمالها وأناقتها وهو من أعظم مظاهر جمالها وأفضل مايجذب الرجل إليها ولو تحلت به المرأة لتخلصنا به كثير من المخالفات في المدارس والجامعات.
وما أجمل ماقاله الشاعر في ذلك :
خير الشمائل للفتاة حياءها وكذا الفتى بحيائه يزدان
وركاز اخلاق الورى وأساسها خلق الحياء دعى له الإيمان.
3 pings