التوازن النفسي ٣
إستعادة التوازن النفسي
بقلم الكاتبة / أفراح الغفيلي*
من الدراسات والبحوث التي تتم في مختلف البلدان
تؤكد أن الملايين في جميع أنحاء العالم يعانون في
الوقت الحالي من التشتت الذهني، والتفكير المتسارع
المتشابك المتوتر، والقلق المتواصل حتى أثناء النوم؛
لذا كانت النصيحة من الخبراء النفسيين بقليل من
"من الكلام"وحول حاجة الإنسان للصوم عن
الكلام والخلاص المؤقت من الضغوط الاجتماعية
والنفسية وإعادة الإتزان النفسي والعقلي لكسب النفس وإحياؤها من جديد ،وسنتحدث عنها في الخطوات التالية..
إن أول الخطوات لإستعادة التوازن النفسي:
١/اطالة السجود :
فالسجود له فوائد عديدة في الجسد والصحة النفسية وخروج الطاقة السلبية من الجسد.
٢/الصيام :
لمافيه من فوائد صحية ونفسية ..
أثبتت الدراسات أنّ الصيام يؤثر على جميع الأعضاء الحيوية في الجسم ويمنحها النشاط والحيوية كما ينظم ويقوي جهاز المناعة ويطرد السموم من الجسم ويمنع الشيخوخة المبكره كما يمنع الخلايا السرطانيه من انتشارها بالجسم ،وينظف جميع الطاقات السلبيه المشحونة لدى الإنسان. فقد يرغب الشخص المحبط و الحزين بتناول الكثير من الأطعمة الغير صحية لتفريغ غضبه وحزنه لكنها تؤثر
بشكل سلبي على صحته واضطراب الجهاز الهضمي لديه
ممايبعث إشارات بعدم الإتزان الصحي والنفسي كمايزيد من الإكتئاب ،وقد يشعر المكتئب بالذنب بعد شعوره بالشبع لأنها عباره عن انفعالات لايستطيع التحكم بها
والسيطرة عليه والصيام هو الحل الأفضل
لضبط التوازن الصحي والنفسي.
٣/الصيام عن الكلام:
الدخول في سكون تام مع النفس
والإمتناع عن الكلام لفترة لا تقل عن ثلاث أيام .
٤/الأسترخاء:
الانعزال والتأمل والاسترخاء يوميا؛ حيث
يختلي الإنسان بنفسه ليفكر ويتأمل بهدوء، مراعيا
"الفراغ" ليطهر نفسه ويريح عقله
الذي يعاني من الازدحام، وتكدس المعلومات
حيث يجلس الإنسان صامتا وحيدا في جو هادئ؛
هي الفترة التي ينفتح فيها العقل الواعي على العقل
الباطن؛ فتذوب عوامل الكبت ومظاهر القلق.
٤/الأعمال التطوعية:
كمساعدة محتاج وإدخال الفرح والسّرور على القلوب
عن النبيﷺ قال: أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم".
المشاركة في جمعيات ومؤتمرات خيرية فذلك يضيف معنى للحياة ويعطينا القوة والإحساس الرائع بتحقيق
الإنجاز الذي يشعرنا بالقيمة الذاتية؛ لذلك فإنّ
الصدقات والأعمال التطوعية تساعدنا على
إستعادة التوازن النفسي والرضا عن ذواتنا .
٥/المرونة والقدرة على التكيّف :
التكيّف مع الأحداث والمواقف وتقبل التغيرات والتأقلم
معها ،وتقبل الرفض بكل رحابة صدر وعدم فرض نفسك على الآخرين .
٦/تعزيز الثقة بالنفس :
إرسال توكيدات لفظيه إيجابية عن ذاتك إلى العقل الباطن كل يوم وعدم جلد ولوم الذات
إن استخدام التوكيدات اللفظيه الإجابية تستخدم كجزء من الإلتزام على مدار العصور للتغيير الجذري في الذات فبدلاً من قول انا أكره نفسي تستبدلها إلى توكيدات إيجابي عن ذاتك بقول : أنا أحب نفسي..أنا أتقبل نفسي..أنا أثق بنفسي..أثق بقدراتي..أنا قوي وأقدر الآخرين..
كرر كل توكيد لفظي مراراً لمدة دقيقتين قي أوقات مختلفه من اليوم ولا تضع العبارة في صيغة النفي كأن تقول أنا لا أكره نفسي فإذا تخيلت هذي العبارة الأخيره ستطرأ عاطفة الكره على عقلك وجسدك .
واذا كانت التوكيدات تبدو غير حقيقية لاتقلق كلما رسختها في ذهنك شعرت أكثر بأنها حقيقية.
٧/الرفق بالنفس :
إعطاء مساحات كبيرة للراحة وضبط التوازن الروحي
والنفسي ومنح الوقت الكافي لتفريغ الضغوطات
النفسية وتفريغ الضيق والحزن حتى لاتنجرف إلى
الإكتئاب المزمن فيصعب علاجها ،الحزن والبكاء عبارة
عن تنفيس لكن الحذر منها إذا زادت وطالت مدتها فقد تتحول إلى إكتئاب وفقدان السيطرة وضعف الأمل بالحياة، والشعوربالإحباط الدائم وعدم الإستحقاق.
٨/التوازن في العلاقات :
لابد من التوازن في العلاقات الإجتماعية من غيّر إفراط ولاتفريط ولا إسراف لقوله:"ولاتسرفو"
عدم الإندفاع بالعواطف بشكل مبالغ ،الإحترام والإتزان في المشاعر مطلب أساسي لدوام العلاقات والمحافظة عليها، الإمتنان للآخرين وشكرهم وتقديرهم ، وتقديم المساعدة إليهم إن احتاجوا لذلك ، إفشاء السلام وإعطاء الحُب والتعامل بلطف واحترام
وزرع الأمل والبهجة في النفوس من دون مقابل .
٩/العلاقة الروحانية مع الله :
القرب من الله بالعبادات وتلاوة القرآن وذكر الرحمن في
نفسك بالاستغفار والتسبيح وتقواه في السر والعلن، والإستشعار أنه معك وقريب منك وأنك في عنايته ولطفه إينما كُنت ،وتفويض امورك إليه لقوله:"وأُفوض أمري إلى الله" توكيل حياتك إلى الخالق والإستعانه به دائماً يمنحك القوة ،فذلك من أعظم
أسباب التوازن النفسي والشفاء الذاتي الغيّر
ملموس ولكنّه محسوس في الروح والقلب.
وصل الله وسلم على نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
في المقال التالي سنتعرف على كيفية ضبط النفس والتحكم في الإنفعالات..