التوازن النفسي (٥)
إلهامات يومية وإرشادات توازنية
بقلم الكاتبة / أفراح الغفيلي*
إليكم بعض من الإلهامات اليومية والإرشادات التوازنية
التي ستساعدكم على الموازنه في جميع الأمور في حياتكم الشخصية والاجتماعية وهي كالتالي:
-استشعر حياتك وقيمة النعم التي بيّن يديك
لاتفكر بالمفقود وتذكر الموجود لوفقدته لزاد اهتمامك وتعلقك به لذلك لاتفكر بمافقدت كثيراً لكي لايسلب منك جمال الموجود الذي بيّن يديك.
-اصنع ذكريات جميلة في يومك فكُل يوم يمر بك
لن يعود أبداً، يمضي بك العمر سريعاً إلى أن تجد نفسك قد كبرت وشاب رأسك ولم تستطع فعل ماكنت تفعله
أيام الشباب والرخاء كماقال رسولنا الكريم
عليه الصلاة والسلام: (اغتم شبابَك قبل هرمكَ وصحتَك قبل سَقمِكَ وغناكَ قبل فقرِك وفراغَك قبل شغلِك
وحياتَكَ قبل موتِكَ...)
-لا تؤجل ماترغب بفعله فسرعة الأيام مخيفة؛ حقق إنجازاً ولو واحداً في اليوم ودونه في دفتر
ملاحظاتك بنهاية كُل يوم ،واقرأ ماكتبت في نهاية كُل
أسبوع سيشعرك ذلك بالقيمة والإنجاز والنجاح والرضا
عن ذاتك .
-تعلم الإرتقاء بأفكارك وأرسخ قناعات وقيم ذات مبادئ وأخلاق، ولاتفعل المعروف من أجل لفت
الإنتباه وانتظار الثناء والإهتمام من الآخرين ،كلما ابتعدت عن الرياء زادت قِيَمك ومبادئك ،وكبرت في عين نفسك،وكبرت قيمتك عند خالقك وكافئك الله بالخير الوفير فالجزاء من جنس العمل.
-لا تتسول المشاعر والإهتمام ،
فالتسول للعاطفة من أقبح المشاعر المدمرة للنفس
والتقليل من شأنها بسبب الإختلال العاطفي الحاصل
بعدم تقدير الذات وجلدها بإستمرار ،وضعف الثقة بالنفس تلك الأمور ناتجه عن إختلال الإتزان العاطفي في الجسد المشاعري.
-قدم لنفسك الحب والإهتمام والدعم الدائم والتحفيز المستمر لعقلك ،وقدّر ماتقوم به من العطاء والإنجاز والخيّر وطلب العلم ونفع الناس ومساعدتهم، واستشعر قيمتك في الحياة وأنّ لولا قيمتك لما أوجدك الله على هذا الكون
لقوله تعالى:{ولقد كرمنا بني آدم}
فأنت مكرم وعزيز عند خالقك.
-صاحب الأشخاص الإيجابيين في حياتك ،الذين يعطونك الدعم المستمر ويهدونك مشاعر إيجابية في تواجدهم والحديث معهم ،كما يعملون في ارتفاع طاقتك وتقدمك للأمام وتقوية إرادتك وشعورك بالرضا والسعادة ؛
وابتعد عن الأشخاص السلبيين الذين يضعفون من مستوى قوتك وهمتك وإرادتك ويعملون في انخفاض الطاقة لديك احذر منهم فالسبية معديه أحياناً .
كما في المثل الشهير..(صاحب السعيد تسعد وصاحب التعيس تتعس)
كذلك هم الأشخاص مرافقتهم قد يغيروا من حياتك إلى الأفضل أو العكس إلى الأكثر سوءاً؛
والصاحب الجيّد تبقى سعيد على أثره وتشعر بوجود تغيير في حياتك ونقلة نوعية كما في المثل..."قل لي من تصاحب أقل لك من أنت"فلينظر أحدكم من يصاحب.
-انشغل بنجاحاتك حقق أهدافاً ولو كانت صغيره
فالخير يبدأ بقطره ، حقق إنجازات وتعلم مهارات جديدة واكتشف ذاتك،مواهبك ،ومهاراتك وقم بتنميتها
وتطويرها في كل يوم.
-احترم ذاتك وقدرها ولاتقلل من شأنها
بالنعت عليها بالغباء واستحقارها أمام الآخرين بل أرفع من استحقاقك ،وارفع من شأنك وعزز تقديرك لذاتك تحترمك الناس وتقدرك.
-الاعتزاز والإمتنان في لحظات حياتك
وشكر الله عليها ،والإمتنان لله سبحانه على انه أوجودك في هذه الحياة وكرمك بالعقل وغيرها من النعم ،استشعر النعم المحاطه حولك واحمد الله عليها ،وأعظم النعم هي نعمة خلقك ووجودك وكيانك
وأنك تحت رحمةالله وعنايته ولطفه هو مدبر أموك متكفل برزقك سبحانه ولله في خلقه شؤون.
الكثير يمر بضغوطات تواجهه في حياته بسبب الظروف المحيطةأو بسبب البيئة المعيشية أو بيئة العمل أو عدم التقدير أو التغيرات الطارئة في حياة الإنسان مما تنتج صدمات خذلان وتراكمات نفسيه، يصعب تفسيرها فتنفجر تلك الضغوطات في أي لحظة رُبما بسبب شيء بسيط لايستحق هذا الغضب ،لذا عليك جيداً أن تعرف كيفية التعامل معها الخلاص منها .
كيفية التعامل مع لحظات الضعف علاجها:
-عندما نكون في لحظة ضعف تفقد الحياة طعمها ولانشعر بقيمتها فنبحث عمن
يساندنا ويقف بجانبنا في الأوقات الصعبة فلابأس بصديق قريب أو شخص تثق به تفضفض له
ماتشعر به من مشاعر سلبيه ناتجه من ضغوطات وتراكمات وهموم وأحزان مدفونه بداخلك ،
لأنّ بتلك الطريقة ستخفف عنك مشاعر الضيق والحزن والهم والخوف والإحباط وانخفاض الطاقه وتفرغ
مابداخلك من صراعات نفسية وأمور مزعجة لترتاح منها للأبد .
-إلجأ للتفريغ عن طريق الكتابه وقم بحرق ماكتبته للتخلص منه للأبد لأن العقل اللاواعي يخزن كل ماتقوم به وتفعله وتشاهده ويستجيب لك إثر ذلك ، وبتلك الطريقه تستطيع التحرر من القناعات والأفكار والمشاعر السلبيه التي تطرأ عليك في كل مره ،أيضاً هذه الطريقة تنفع للأشخاص الذين يعانون من الكتمان وعدم القدرة على الإفصاح عن مشاعرهم ومشاكلهم وصراعاتهم الداخليه ،وتذكر كل ماترسله للعقل الباطن من ترددات ينعكس عليك لاشعوراياً وتجذب لك كل ماتفكر به سواء إيجابي أو سلبي .
-أحذر كُل الحذر من الكبت لأنه قد يصنع تراكمات
مماتسبب في إضرابات نفسية على المدى البعيد في
المستقبل ، لأنّها بقت أمور عالقة في الذاكرة وخزنت في العقل الباطن بسبب انك لم تتخلص منها بعد،
فأوجد مخرجاً لها وتخلص منها للأبد.
-كثرة الاستغفار والمداومة عليها ،لما فيها من البركه وتغيير الحال ،فبالاستغفار تُفرج الكرب ،وتزول الهموم ،وتجلب الارزاق ،وتبدل الأحوال للأفضل، كما
في حديث النبيﷺ: "منْ لَزِم الاسْتِغْفَار، جَعَلَ اللَّه لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مخْرجًا، ومنْ كُلِّ هَمٍّ فَرجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ"
وصل الله وسلم على نبينا محمد صلاةً ترضى بها عنا ..
أتمنى لكُم أيام جميلة
وحياة متوازنة..