الاحترام وأنماط الشخصية
بقلم الكاتبة / ميمونة العنزي*
في مشهد متكرر شبه يومي وسط صراع الأبناء حيث نجد الصغير يتطاول على الكبير بأسلوب غير مهذب ونجد الكبير قد ينهال عليه ضربا أو يبادله نفس الأسلوب.. مالخلل؟!.
علاقة يعتريها نقص وتعاني من فقد قيمة الاحترام التي تعتبر الأساس الموجه لبقية القيم، وكما قيل هي حارس الفضيلة والداعم لقوة العلاقة والإحساس القويم لها.
الاحترام من أهم القيم التي بمثابة الغلاف الذي يغلف العلاقات فمهما احتد النقاش أو اختلفت الآراء يبقى للود مساحة بين الأطراف، وعامل مهم لسد ثغرات التفكك والمشاحنة .
المجتمع وانعكاس صورته بالسلب أو الإيجابي تبدأ من قيم الإنسان ومعتقداته وتصوراته حول نفسه وعلاقاته بمن حوله.
العلاقات باختلافها ونسبيتها أسمى ماتقوم عليه هي قيمة الاحترام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويعطف على صغيرا). وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ..) .
ويختلف نسبة قيمة الاحترام باختلاف أنماط الشخصيات فحسب مقياس الديسك الذي يعطينا أربعة أنماط للشخصية وهي النمط الحماسي والنمط المهيمن، والنمط الداعم، والنمط المحلل.
فنجد النمط المهيمن والمحلل من الأنماط المؤثرة التي تقدم الإنجاز على العلاقات الإنسانية فالأوليات لديها تبدأ من العمل والإنجاز.
بالمقابل يفتقدون أسلوب المجاملات والتعاطي مع الآخرين والتقدير لمختلف العلاقات؛ فقيمة الاحترام موجودة في قواميس تعاملاتهم لكنها تأتي بالدرجة الثانية؛ لذلك يحتاج هذا النمط الانتباه ومحاولة تعزيز هذه القيمة وخصوصا إذا تم اكتشاف نمط الأبناء مبكرا.
في حين نجد أن النمط الداعم والحماسي من الأنماط الاجتماعية والتي تحرص على علاقاتها وتساند من حولها وتقدم الدعم والحماس فنجد أن قيمة الاحترام تظهر تعاطيهم مع الآخرين وتعاملهم بشكل ملفت.
واخيرا فلنجعل شعارنا في تعاملنا مع محيطنا عامة و أسرتنا خاصة "احترم تُحترم" فمنها تبدأ الانطلاقة الأولى لكل قيمة تساهم في إثراء المجتمع بالرقي والتقدم، فمزيد من الاحترام؛ يعني مزيد من الراحة والسكينة وعلاقات ممتدة بالخير والمحبة.
* مدربة في المجال الاجتماعي وتطوير الذات