قراءة للمشهد الأهلاوي
بقلم الكاتب / حسن عسيري*
بالأمس ( ركّزت ) على ردة الفعل بعد المباراة من قبل محبي وجماهير النادي الأهلي وحيث أني لم أرفع سقف الطموح لديّ بالفوز بهؤلاء الشباب الذين يفتقدون الخبرة وبعضهم محدوديّ الإمكانيات وخصوصاً أن الخصم ( النصر ) كان مدججاً بالنجوم الأجنبية والمحلية وقد إستعد لهذه البطولة جيداً لأن مسيّريه يعرفون ويُدركون بأن خوض بطولة قارية يحتاج إلى ( ضريبة ) ليست بالهيّنة أهمها توفير مدرب كُفؤاً ولاعبين كبار ..
كنت قد ذكرت و( توقعت ) مراراً بأن الأهلي لن يذهب بعيداً بهؤلاء اللاعبين ويحتاج الكثير حتى يقارع بقية الأندية محلياً وقارّياً ومع ذلك كان يحدونا الأمل ( عاطفياً ) في خطف هدف والمحافظة عليه لأن طابع مباريات خروج المغلوب هو طابع مباريات الكؤوس ولكن الحقيقة التي إصتدمنا بها كانت موجعة ولاتحتمل الأمنيات وأثبتت لنا بأن ( فاقد الشيء لايُعطيه ) وهذا ليس تقليلاً في اللاعبين الذين أعطوا حسب إمكانياتهم بقدر ماهو عتب على الإدارة ومسيّري الفريق الذين لم يكونوا في الموعد وخذلوا جمهور ( الملكي ) العظيم والذي أصابه ما أصابه وهو يشاهد نجوم النصر يتلاعبون بلاعبي الأهلي بقيادة لاعبهم الكبير عبدالفتاح عسيري الذي أضاعوه وباعوه بثمنٍ بخس لمنافس قوي وأي فتىً أضاعوا !!
طلبت من محبي الفريق والنادي العريق الأهلي الملكي بأن يكون نقدهم وطرح آراؤهم بعد اللقاء في حالة الخسارة موضوعياً أكثر وأن نراعي ظروف النقص والإصابات وهروب اللاعبين الأجانب والتفريط في بعض المواهب وكل الظروف التي أحاطت بالفريق وأننا لابد أن نُهيئ أنفسنا لإحتمال الخسارة ..
أعلم بأن هنالك لاعبين لايمكن أن يتطور مستواهم وأن الأهلي أكبر من أن يمثلوه وأن المدرب ليس له ذنب في الخسارة فهو يحاول السير بالأدوات المتوفرة لديه وأن لديه أمل في تصحيح الأوضاع والتعاقد مع لاعبين يقاتل بهم في كل البطولات ويقارع بهم الخصوم وأعلم أن ( بعض ) الجماهير لا تُحب رؤية بعض اللاعبين في الملعب ولكن ماباليد حيلة فهذا الموجود حتى يتم معالجة الأمور وإحضار لاعبين بدلاء خصوصاً لاعبين أجانب يُحدثون الفارق ويرفعون من مستوى اللاعب المحلي وخصوصاً الشباب الذين يحتاجون إلى الخبرة .
كل ماذكرته في سياق حديثي يعتمد على الملاءة المالية التي كان الأهلي يحتل الرقم ( 1 ) بين الأندية عندما كان هنالك داعم بحجم خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز ..
الفريق من وجهة نظري افتقد الى اللاعب ساريتش الذي أصيب بالرباط الصليبي علاوةً على محدودية عطاء البرازيلي لوكاس ليما الذي كلف استقدامه الملايين وكذلك اللاعب ماركو مارين الذي لم يقدم أي شيء للفريق ولم يتبقَ في الفريق سوى اللاعب الكبير عمر السومة الذي لم يجد المساندة من أحد والذي ظل يبحث عن أي كرة ( شاردة) وهو يصارع وحيداً بين فكي عمالقة الدفاع في الفرق الأخرى !
الأهلي يا أحبة بحاجة ماسّة إلى وقوف الجميع من جماهير وإعلام وبحاجة إلى تدعيمه بلاعبين سوبر أسوةً ببقية الأندية مثل النصر والهلال والشباب والإتحاد وغيرهم
الأهلي كما لاحظ الجميع في حاجة للاعبين في خط الظهر فخانة الظهير الأيمن تُعاني وقلب الدفاع في حاجة لاعب كبير بجانب معتز ورفاقه والظهير الأيسر ليس في حاجة ليما وصانع اللعب أصبح ضرورة قصوى بعد رحيل تيسير الجاسم واصابة المقهوي والأجنحة مقصوصة بعد هروب جانيني وبيلايلي والتفريط بعبدالفتاح ولاعب مهاجم خلف السومة سيمنحه التفوق الذي عهدناه وعرفناه عنه كهداف كبير ..
لابد أن تتحرك الإدارة في توفير متطلبات الفريق وإلا فإن الجمهور لن يرحمها وستكون انتفاضته قوية فللصبر حدود .
نادينا كبير وإن عثر فسينهض ويعود للواجهة وللمنافسة وللصدارة ولكن لابد من عمل يُدعم هذا .
قبل أن نستغني عن مجموعة اللاعبين الذين يرى بعض الجماهير عدم فاعليتهم يجب أن نوفر البديل الذي يسد النقص فلو استمع المدرب لكل الآراء ونفّذ كل طلباتهم لفُرّغ الفريق تماماً من اللاعبين !!
كل الأمنيات وكل الرجاء بأن يُسخّر الله من ينتشل الأهلي من هذه ( الكبوة ) فرجال الأهلي لن يرضيهم حال الفريق ودعمه واجب على كل عاشق وبالله التوفيق ..