صديق البحر
بقلم الكاتبة / شيخة العتيبي*
وقفت على شاطيء البحر وقت الغروب
تاركة العالم جميعه خلفها
أترى العالم يراك كما أراك؟
أراك لغزا حيرني حله
أراك عالما غامضا تحوي بين جنباتك أسرارا بعمر خلقك
أراك شاطيء الأمان لمن تلاطمت بهم أمواج الحياة
تنساب همهمات مدك وجزرك الى داخل أذناي فأطرب لها
تهمس لي
اقتربي
لاتخافي
بثيني شكواك وهمومك
أسمع لك ولا أتكلم
واحضنك ولا أتذمر
ستحملها نسمات هوائي بعيدا
على مد ناظريك
وساغوص بها في أعماقي
فلا يستطيع إدراكها أحد من المتطفلين
سأنساب بكل هدوء داخل رئتيك
ستتنفسيني
ستزفريني
وتشهقيني
سأحمل روح هذا الجسد الغض
وأطير بها بعيدا
سترين العالم الذي اوجعك من تحتك
ضئيلا
ثاويا
لايستطيع اللحاق بك
وأحلق بك عاليا
فلا تري غير فضاء سرمدي
يحيط بك
بحرية تامة
تتيح لروحك المنهكة لأن تتنفس الصعداء
فتتحرر من كل قيودها
وتنسى كل آلامها
لأعيدها
اقوى
واهدا
وأكثر سلاما
لتمارسي حياتك
بهمة ونشاط
وكأن شيئا لم يكن قبل سويعات
ستغادرين مرفئي
بروحك الجديدة
وستعودين
فأنا البحر
صديق المتعبين
صديق الحزانى
صديق المرهفين
الصديق الذي لاتبدله الأيام والسنون
ولاتغيره صراعات البشر وانتهاكاتهم لحدوده
فكينونته باقية بقاء الخليفة
ماء
وفضاء
وهواء
رافقتك السلامة