بين الكبرياء والغضب
بقلم الكاتبة/ ميمونة العنزي*
جمعت سجادتي بعد أن أنهيت صلاة الظهر من يوم الجمعة؛ ثم هممت لأداء، بعض الأعمال فإذا بنغمة رسالة واتس ترن جوالي.
فتحت الرسالة فكانت الصدمة!؟
شعرت بأطرافي ترتجف وقشعريرة تدب بجسدي
أنه ابن صديقتي ممددة على سرير المستشفى وحوله تتشابك أسلاك الأجهزة وكأنها أفاعي تحيط بجسد الصبي ذو الثماني سنوات.
اتصلت بصديقتي استوضح الأمر حيث كانت أسئلة وإجابات تحوم في عقلي، فتحت الخط حيث صوتها الخائف المتحشرج: كاد أن يذهب لو لطف الله... ثم هرعت لها في المستشفى.
وصلت قابلتني بعناق وهي تجهش بالبكاء و الأب المسكين يبدي التماسك، كان الطفل قد استيقظ ومرت حالة الخطر، و ابتسامته أشرقت في جنبات الغرفة ومعها أشرقت روح والديه.
كتب الطبيب له الخروج بعد قائمة من التوجيهات
في السيارة
بدأ التراشق بين الزوجين.. وكلاً يرمي بزمام المسؤولية على الآخر؛ تعالت الأصوات وسط ذهول الصبي.
وسط هذه المعمعة تبادر إلى ذهني! كيف تسيطر مشاعر الغضب والخوف على كل موقف بدل من أن تكون مشاعر احتواء وامتنان في هذه المواقف!؟
لمَ دائما نسعى إلى تأجيج المواقف المؤلمة بدلا من محاولة تحجيمها؛ والاستفادة منها كصفعة للانتباه إلى نواحي التقصير و تصحيح الاعوجاج الذي أدى إلى هذة النتيجة.
التراكمات وعدم المواجهة لبعض التصرفات والمشاكل وطرحها على طاولة النقاش بين الزوجين، تكون أشبه بالسياج الذي يحمي المشاعر السلبية ولا يسمح لنا بالتخلص منها.
دعوة لكل زوج و زوجة أن ينتبها لمساحة الود ويحافظا عليها؛ وذلك بمعالجة المشاكل والعقبات وعدم تركها في أرشيف التجاهل والنسيان بحجة الكبرياء والكرامة.
فلا كرامة بين من اختاروا أن يكون شركاء في هذه الحياة لينتهي كل شي وتبقى بينهم المحبة والسكينة.
* مدربة في المجال الاجتماعي و تطوير الذات