مشاعر الغيرة (٢)
بقلم الكاتبة / ميمونة العنزي
أيهما أشد غيرة المرأة أم الرجل؟
مستوى الغيرة لدى النساء أكثر وضوحًا من الرجال ونتذكر قصة السيدة عائشة وحفصة رضي الله عنهما وغيرتهما من السيدة زينب رضي الله عنها لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشرب العسل عندها وكان صلى الله عليه وسلم حينما يشعر بغيرتها يقول غارت أمكم.. غارت أمكم..
وقوع المرأة أو الرجل في براثن الغيرة والاستسلام لقوتها يخلق شخصية عدائية ذات قوة ودافعية منخفضة؛ تدور في حلقة من القلق والشك؛ وتظلل بصيرتها عن ماينفعها و يثري لحظاتها.
كيف أخلق شخصية ذو غيرة طبيعية معتدلة؟
مشاعر الغيرة تنشأ من مشاعر تقدير منخفضة للذات وتقل معها المشاعر العالية والنظرة الإيجابية حول الذات، ولحل هنا يكون في توسيع الإدراك حول الذات ورفع تقديرها وهنا يكمن تعديل السلوك.
تحويل مسار الغيرة وتوجيهها إلى الفعل وليس الشخص فالتوجيه نحو الأشخاص يخلق إحساس الكره والعدائية و المقارنة مما ينتج عنه سلوكيات الأذى للشخص المنافس أو خسارة حتمية.
في حين توجيه الغيرة على الفعل ينتج عنه نظرة إيجابية و روح عالية تطمح للكمال و تركز على ماتريد وتضع الفرضيات و الحلول بدلاً من الدوران حول المشكلة.
في العلاقة الزوجية تكون الغيرة من مصدر تلقي الاهتمام والحب ينتج عنه صرف طاقة كبيرة من الخوف والقلق من فقد الاهتمام إهتمام والحب من الشريك، بالتالي ماذا سيكون لديك لتقدمه لشريك حياتك من مشاعر و أحاسيس؛ فليس في جعبتك سوى مشاعر منخفضة وغير صالحة لنمو علاقة الود و الاحترام.
ترى أين يكمن الحل؟
يكمن في توجيه الغيرة على مصدر الحب والاهتمام والسعي لإيجاد طرق مساهمة في رفع مشاعر الحب.
تغيير المعتقدات حول الشريك؛ التأمل في مستوى العلاقة ومواضع الخلل ومحاولة معالجتها.
هنا تكون غيرة موجهة بشكل إيجابي تحقق معها نتائج مرضية وداعمة لتقوية العلاقة ومنقذة لها عن السقوط في وحل المشكلات.
وكما أسلفنا... (الغيرة في الحبّ كالماء للوردة قليلُه يُنعش وكثيره يقتل)
أمنياتي لكم بحياة مشرقة ومزهرة بكل ما تتمنون.
مدربة في المجال الاجتماعي وتطوير الذات