نعم تغيرت ولم لا أتغير ؟
بقلم الكاتبة / أبرار القحطاني*
تأتي علينا لحظات نتأمل فيها الأحوال والمواقف والعلاقات، تغيير يحدث باستمرار علاقات تنتهي ، وعلاقات تُبنى ، مواقف تستغرب حدوثها ، تجد نفسك خلف ردات فعل قوية وصارمة .
نحن بحاجة إلى ثقافة التغيير في مواقفنا وعلاقاتنا ، ولكن يجب أن يُبنى هذا التغيير على مبادئ و قيم وأخلاق تتأمل فيها المواقف وتعالج فيها الأخطاء وتراجع نفسك كثيرًا حتى لاتقع في وحل ٍ يصعب الخروج منه ، البعض يخاف من التغيير ويظنه خطوة خاطئة ،ولكن في الحقيقة هي طبيعة الحياة فتأمل هذا الكون بوسعه وضخامته تجده في تغيير مستمر(( يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ (44) )) وهذا ديدن المسلم العاقل الذي يحاسب نفسه و يتراجع عن خطئه ، ((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الرعد:11]))
إن التغيير فرصة وحياة وقوة تتعاطى فيها مع مجريات الحياة ، بالأمس كنت ضعيفاً مهانا واليوم أنت قوي عزيز ، تغيرت من مواقف الضعف إلى مواطن القوة، تغييرت من كونك شخصا ساذجا إلى شخص مدرك لمن حولك ، تغييرت من كونك الشخص الخائف المتردد إلى الشخص المطمئن الواثق ، تغيرت من شخص متألم من قسوة الحياة إلى شخصٍ تغلب على ألمه وارتفع لسلم النجاة ، لسنا مثاليين حتى لانخطى ، بل الخطأ أحيانا قد يكون فتح لمدارك أخرى كنت تجهلها تأمل الإنسان الباحث الذي يسعى لتطوير نفسه وتغيير مواقفه على حسب ماتتطلبه المواقف تجده في تغيير وتطوير وقوة حتى في نبرة حديثه، مقبلا ً على الحياة، عكس الإنسان الذي مازال متعلقٍ بموقف مضى عليه سنين وأعوام الأمة تمضي وتتغير وهو ينوح على مواقفه، تجده شخص لايتحدث إلا عن الماضي عن موقفٍ أصابه ومازال ينوح عليه.
فلله در ذاك الإنسان المتقدم الذي يصنع حاضره ويعالج أخطائه وتراه في تغيير مستمر يواكب الحياة بحلوه ومره ، صانعاً لنفسه مستقبلا عنوانه التقدم والرقي ..
لتبدأ بداية 2021 بنظرة مختلفة عن مواقفك السابقة، كن شغوفا بنفسك بحلمك بهدفك بتحدياتك قارن نفسك بنفسك، ثم أحدث خطة التغيير ودع الخلق للخالق.
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) ))