وهل كانت سهلة؟!
بقلم الأستاذة / أمل حسن جلال
نعيش في هذه الحياة ونتجرع المرّ نتغاضى أحيانا وأحيانا نقف محاسبين مرات نستطيع المحاسبة ومرات نقف عاجزين كيف يمكننا تصفية حسابات قديمة بالية ينام فوقها تراب الذكريات وتتغشاها عناكب الألم كيف نقرح جروحا غارت ونحفر فيها ذكريات تنبش قبور الجحيم الذي عشناه زمنا ليس باليسير لكن الزائر الكريم (نسيان) الذي كان يغدق علينا الأماني يتربع فوق أفكارنا ويمنحنا الأمل والسلام.
نعم ها نحن كبرنا وكبرت معنا الأمنيات حققنا واجتزنا وغمرتنا المسرات لكن يبقى شيئا من الجروح والأتربة التي لم ينفضها النسيان بل بقي يصارع فيها حتى رافقه اليأس في رحلته
كيف أنسى قسوة أب التمست له سبعين الأعذار أياما طوال ولازال يصب من الألم أطنان وكيف أنسى ما ألحقه بي حيث ورَّث زوجي تلك القسوة والطغيان فلم يكلف نفسه بأن يحسن لي الاختيار ولا يكره أن يعرضني للمارة في الطريق حتى يتخلص من جرمه فالبخل ديدنه والتكلان.
أتساءل هنا وأنبش في الجميل أنه لم يحرمني التعليم فهذا يشفع له ويمنحني كثير الصبر والغفلة عن التسلط والآثام
كان مشغولا بانتقاء زوجة تبعده عن الحب والكرم وتلقي عليه نسج من التقصير والأوهام
لا يهم لطالما اختار أن يحيا أنانيا ينبت في جسد أبنائه الداء والأسقام
قد قلتها مرة وقالتها أمي مرارا وهل كانت سهلة؟!
نعم والله لم تكن سهلة مطلقا يا أمي فمن ذا يلاقي جنة وحور في الخيام
(وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم)..
حتى أيقنت بها وهذبت نفسي بأن نتغاضى ونتجاوز هفوات الآخرين وما أصعبها حينما تكون من أقرب الأقربين أخ أو أخت أو ابن عاق ولا ألبث إلا أن أقول صبرا صبرا فهناك جنة وأجرا..(وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر).
* كاتبة سعودية ، تربوية .