خطوات نحو الشغف
بقلم الكاتبة / حليمة هادي غروي *
ما من أحد يولد بشغفه، فلا نحكم بأن الشغف يكون فطري لدى الإنسان منذ طفولته، هو شيء يظهر بالعمل الجاد والبحث عن الذات ومعرفة المهارات، وما الشيء الذي يبدع فيه ويظهر المعنى الحقيقي لذاته ؟.
إن اكتشافك لشغفك ينتج من خلال تجارب لخطوات صغيرة، قد تكون في البداية سمعت عنه من خلال صديق أو قرأت في كتاب أو لحظات ممتعة قضيتها في يومك، وبعدها ستحاول إخراجه من داخلك حتى يصبح هواية لديك..
وتيقن أن كل ذلك لا يأتي في ليلة وضحاها..
الشغف ليس فقط شيء تحبه، وإنما هو اجتماع لثلاثة أمور مهمة: ما تحب ، ما تتقن ، ما تخدم به الناس ..
وفِي الأسطر التالية سنتعرف على خطوات تساعدك لتحقيق هذه الأمور الثلاثة، وهي كالتالي:
- خصص وقتاً تخلو فيه مع نفسك، وعد بذاكرتك إلى الوراء قليلاً لأيام مضت، تذكر ما الأنشطة التي كنت تحب القيام بها وتستهويك، ثم ما لبثت أن تلاشت بعد تعدد المهام والمسؤوليات..
- حاور نفسك ما العمل الذي أحبه؟ وتشعر بالمتعة عند القيام به، ويمر الوقت دون أن تشعر وأنت تقوم به دون كل ما يخطر ببالك..
- أيضا فكر بالعكس ودون كل شيء لا تحب القيام به، قم بإزالته من قائمة مهامك عندها سيصبح شغفك أكثر وضوحاً..
- شغفك يتكون ويتضح مع تطويره لك (اقرأ، اسمع، تكلم مع شخص، شاهد شيئاً ) اجعلها عادة يومية لك في مجال شغفك دون مبالغة.
- (سأنتظر الوقت المناسب ) عبارة يرددها الكثير وتكون سبباً في التأخير ينتظر ولا يزال ينتظر إلى متى؟!.
- شد العزم وابدأ ارتق بنفسك أن تكون مع قافلة المنتظرين فأمامك الممتع الكثير، وكما قال راي كوك:
( لا تخلط بين الانشغال والإنتاجية، الكثير والكثير من الناس مشغولون بأن يجعلوا أنفسهم مشغولين ).
- يتطور الشغف من خلال التجربة إذا كنت تتطلع أن تشعر بالشغف قبل أن تجربه فإنك ستسير في طريق طويل، فقط من خلال دفع أنفسنا لإحداث شيء ما نستطيع أن نكتشف الأشياء المهمة لنا والتي نجيدها..
- يحكم البعض منا على نفسه: أنه لا يجيد أموراً كثيرة على الرغم أنه لم يمارسها ولم يجربها قط.
- ومن هذا المنطلق يتوجب عليك أن تفعل شيئا تعتقد أنك لا تجيده، ثم خصص ساعة واحدة في الأسبوع لعمل ذلك الشيء، لكي تجرب وتختبر نفسك..
- أدخل عادات جديدة مشوقة ومرحة إلى حياتك واستمتع بنشوة الإنجاز.
وكما قيل ( تكون السفن آمنة عندما تكون راسية على الموانئ، ولكن السفن لم تصنع لهذا انطلق إلى البحر وافعل شيئا جديدا ) .
وأخيراً: تخيل أنك اجتهدت وبذلت وعملت بجهد وصلت إلى مبتغاك، وأصبح لديك شغفك الذي تعيشه، وقد حولته لشيء يخدم الناس، كيف سيكون إحساسك واعتزازك بنفسك؟..
وبالعكس: تخيل لو أنك تكاسلت ولم تعمل شيئاً، غير أن غيرك يعمل ويبحث بجد وأنجز ووصل الى مبتغاه كيف سيكون شعورك؟.
الشخص الذي تراه الآن هو الشخص الذي سوف يكون!.
* مشرفة تربوية ومدربة معتمدة وكوتش ادفانس معتمد من اوكتاريوم بمعايير ICF