حياتك والأهداف
بقلم الكاتبة / فوزية النمر*
إنّ الإنسان يهرم ويشيخ فجأة وتنهار حياته إذا توقّف عن دوره في تفعيل رسالته والسعي نحو تحقيق هدفه.
بين دفتي قلب كلّ إنسان نوايا طيبة،وطموحات عالية وأهداف يرتجي تجلّيها.
عُمْرُك هبة من الله له وقت وينتهي، وهو الثمن الذي لا يقدر بثمن.فلا تضيّعُه في لجج المشتتات ،وتفنيه فيما لا ينفعك.
فعجلة الحياة في حركة مستمرة بلا توقف.
قال سفيان الثوري:
"من لَعِبَ بعمره ضيّع أيام حرثه،
ومن ضيّع أيامَ حرثه ندم أيام حصاده".
تأمّلتُ أحوالَ الناس فوجدتهم ثلاثة:
صنف من الناس يعيش في حياة الآخرين أكثر من أن يعيش حياته ويبدأ بالمقارنة ويلوم الحظ!! ويكثر من التسخط!!
فتصدّعت حياة البعض، والبعض الآخر انهارت.
تلاشت عُرى المحبّة، وتهاوى ميثاق الأمانة.
وكانت مِن قبل حياة جميلة مترعة بالخيرات.
ناسيا أنّه (مِن حُسن إسلام المرء تركه مَالَا يعنيه).
وصنف آخر يستمع للمحبطين فيدخل معهم في منطقة الراحة، فتذبل الهمم بعد أن كان بينها وبين القمم قابَ قوسين أو أدنى.
كن حاذقا فطنا، دعِ الهواء يطير بكلامهم وأقوالهم وحَلّق نحو هدفك.
أغْلِق نوافذ سمعك وبصرك و عقلك وقلبك عن كلّ مُشتت يحاول تثبيطك،ويوهِن من عزمك.
وتذكر "احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز".
وصنف من الناس يعلم بأنّ لنفسه عليه حق وهذا هو الإنسانُ الواعي المُتّزن الذي يعطي كلّ ذي حقٍّ حقّه يسير بطريق واضح،وخطى مستمرة يعرف جيدًا إلى أين هو مُتّجه.
يعْلَم بأنّه ليس هناك سبيل للفوز والنجاح إلا بهمّة عالية وعملٍ دؤوب، يعلم بأنّه لا بدّ من بذل الجهد والعمل ويدرك بأن المكارم محفوفة بالمكاره، وأن البذور لا بد لها من جذور. ومن غير غرسٍ لايمكن له بأنْ ينعم بظليل،أو يستلذّ بجميل.
قال أبو تمام :
بَصُرتُ بالراحةِ الكبرى فلم أرَها
تُنَـالُ إلا علَى جِسْـرٍ مِّـنَ التَّـعَـبِ
هيّا أفِق وأشرِق بنورك وكن متوكلا محسنا الظن بربك مُوقنا مؤمنا ساعيا في مناكبها من أجل تحقيق الفوز هنا وهناك.
"إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا".(٣٠) [سورة الكهف].
دمت بخير و على خير وإلى خير .
* مدربة وكاتبة سعودية.