هل الصراع النفسي يضر أجسامنا ؟
أسرار مهمة بسبب المشاعر السلبية المتراكمة في الجسد
بقلم الكاتبة / هياء القثامي *
في فترة من الزمن كنت ألاحظ الناس من حولي فأرى الشخص حاد الطباع، سريع الغضب وشديد العصبية يشكو من مشاكل جسدية.
وبالمقابل الإنسان الهادئ، طويل البال يتمتع بصحة جيدة، وهدوء ومرونة في كل أمور حياته؛ فكنت أتساءل هل للحالة المزاجية تأثير على جسد الإنسان؟، وبحكم تخصصي بعلم النفس بحثت كثيراً عن هذا الموضوع، فتوصلت إلى أنه فعلاً الحالة المزاجية تؤثر على صحة الفرد، وأن ما يمر به الفرد يسمى: بالعرض الجسدي.
وهو شكوى المريض من أعراض جسمية دون وجود مرض حقيقي يفسرها؛ لذا يزور الطبيب لكن لا يجد سبباً مرضياً لما يشكو منه فيحتار ويتوتر أكثر.
فالمشاعر السلبية تتراكم في جسد الإنسان على هيئة سموم تسبب له أنواع مختلفة من الأمراض على حسب نوع الانفعال. ويسمى هذا المصطلح في علم النفس (بالسيكوسوماتي).
الاضطرابات السيكوسوماتية هي اضطرابات جسدية ناتجة عن اضطرابات عقلية أو عاطفية نتيجة ضغوط نفسية تسبب اختلالاً في كيمياء الجسم. لذا هي أمراض جسدية ذات جذور نفسية.
عزيزي القارئ:
إن الحديث عن الصحة النفسية وأثرها عل الجسد بالغ الأهمية، لذا سأركز -بإذن الله- جهدي في مقالاتي القادمة عن الضغوطات النفسية، وما ينتابنا من مشاعر سيئة، ومدى تأثيرها على صحتنا وحياتنا، وكيف نقي أنفسنا من ذلك؟.
وتذكر أن ما سأدونه في مقالاتي لا يغني عن استشارة الأطباء والمختصين في هذا المجال.
أسأل الله أن أكون مصباحاً يضيء للناس العتمة، وأن يحفظكم من كل مكروه وسوء، آمين..
* كاتبة ومدربة في مجال علم النفس والتنمية الاجتماعية.