قوة السكون (3)
أسرار المحافظة على الطاقة الإيجابية
بقلم الكاتبة / أفراح الغفيلي*
لماذا يجب أن نحافظ على طاقتنا الإيجابية ؟
وكيف نغذي ونعزز الإيجابية بداخلنا؟
دائماً ما نتوق للأرواح التي تبعث لنا السعادة والطمأنينة بمجرد رؤيتها، فلايشعرون أنهم يلهموننا بتواجدهم بحياتنا ويعدوننا بإيجابيتهم، فهم كالأرزاق ساقهم الله بدروبنا لتتغذى أرواحنا من فيض محبتهم.
دائماً ما نسمع بمقولة عاشر السعيد تسعد، حقاً إذا كنا متواجدين مع أشخاص سُعداء مفعمين بالإيجابية ستصل ذبذباتهم السعيدة إلينا، وهذا سر من أسرار الكون التي وهبها الله لنا ونعمة تستحق الشكر، وما طابت الجنّة لآدم إلا بعدما خلق له حواء.
أتساءل دائماً ماهي الأسباب التي تخفض من مشاعر الإنسان بالإيجابية وتقيّد من حريته.! من الطبيعي أن لا يصل الإنسان من التجربة الأولى إلى تحقيق غاياته وأهدافه، فقد يمر ببعض الظروف واللحظات التي تعرقل حياته، وتجعله يفكر بالاستسلام مما تخفض معدل الطاقة لديه، وتؤدي إلى تشتت أفكاره وتدني مشاعره.
المحافظة على إيجابيتنا دائماً والتمسك بها مهارة تستحق أن نتعلمها، فنحنُ مهددين بالسلبية من العوامل الخارجية التي قد تؤثر علينا وتسيطر على تفكيرنا وحياتنا.
عندما قيل لابن تيمية أنهم عزموا على أن ينفوه إلى قبرص، وهدَّدوه بالقتل، فقال مقالته المشهورة: "إن قتلت كانت لي شهادة، وإن نفوني كانت لي هجرة، ولو نفوني إلى قبرص دعوتُ أهلها إلى الله فأجابوني، وإن حبسوني كان لي معبداً، وأنا مثل الغنيمة كيفما تقلبت تقلبت على صوف"، فيئسوا منه وانصرفوا.
إيجابية ابن تيمية -رحمه الله- أنه رأى الجانب المشرق في حياته، ولم ينظر للجانب المظلم منها، وهذا ما استخدمه في التحكم في حياته والسيطرة على انفعالاته؛ فكان قرار ابن تيمية أن يعيش سعيداً بحياته رغم الظروف السيئة التي مر بها، فقد كان تفائله يطغى على كل السلبيات، وقتل التشاؤم بنظرته الإيجابية، وركز على الأشياء الجميلة بحياته، كما كانت نظرته لذاته كلها إيجابية بوصفه أنا مثل الغنيمة، فكان تقديره لذاته وحياته كبيراً.
من المؤسف أننا نواجه في حياتنا أشخاصاً يسلبون منا إبتسامتنا وضحكاتنا، ونشعر بالسلبية وانخفاض ذبذباتنا الإيجابية بمجرد رؤيتهم أو التحدث معهم، فقد نتأثر سلباً دون أن نشعر، وتصنف تلك الشخصيات ضمن العلاقات السامة التي يتغلغل سمها بالداخل ببطء مميت.
نجد من البعض الانتقاد السلبي والتركيز على عيوب الآخرين، كما أنهم يحبون أن يعارضون ويخالفون رأيك ويقومون باستفزازك باستمرار ولهم صفات عدة، وللأسف نحن مجبرون على مواجهة تلك الشخصيات السامة في حياتنا شئِنا أم أبينا، لكن علينا توخي الحذر منهم وأن نتجاهلهم، ولا نسمح أن تؤثر ذبذباتهم السلبية على طاقتنا وانخفاضها.
وضعت هُنا تمرين لتعزيز الإيجابية لديّك،كما يمكنك حفظه في الملاحظات للرجوع إليه في وقت الحاجه:
إذا أردت أن تحافظ على طاقتك الإيجابية، يمكنك الجلوس لوحدك منعزلاً عن العالم الخارجي في مكان هادئ بعيداً عن المشتتات، لتحصل على حالة استرخاء وسكون، خذ أنفاساً عميقة تنفس ما يسمى بالتنفس البطني أو التنفس العميق، وهو تنفّس يحدث عن طريق ملامسة الحجاب الحاجز وجوف البطن، يدخل الهواء الرئتين وينتفخ البطن خلال هذا النوع من التنفس، مدة التمرين خمس إلى سبع دقائق.
وأخيراً.. حافظ على ارتفاع مشاعرك وتعزيز الإيجابية بداخلك، ولا تسمح لأحد أن يسلبها منك، ويسمم حياتك، وكن مع الأشخاص المفيدين لحياتك.
* كاتبة ومستشارة متخصصة في المجال الاجتماعي وتطوير الذات