حقيقة أن نكون عائلة
بقلم الكاتبة / صفية المالكي*
دائماً كان مفهوم العائلة لدي مُختلف ، ألا أركض بحثًا عن كتفٍ أستنِد عليه ، ألا أبحث عن عاطفةٍ كاذبة ، للعائلة قوة كبيرة ، ليست مُجرد آداب وعطاء ، رُبما لا نستطيع أن نكون عائلة بمُجرد أننا كبرنا معاً.
أتساءل دائمًا لِم يُسمع ضجيج ضِحكاتنا في كل أنحاء المنزل ولا يُسمع لبُكاء الحزين منا ؟
لِما نضحك معاً ويبكي كُلاً مِنا بمُفردِه أو يختبئ تحت ظِل غريب !
لِما نبحث عن عِناق الأصدقاء ومواساتِهم وننتظر خلف شاشة الهاتف لاتصالٍ يُنقذنا وأحدًا خارج حدود العائلة أن يسمعنا ؟
لم أكبر يا أمي ، ما زِلتُ طفلتكِ الصغيرة التي عندما ترى قسوة العالم تأتي لِترتوي من حنانك !
كم وددتُ لو أنني بقيتُ هكذا يا أمي ، لا أعرف أحدًا سواكِ ، لا أهرب لمكانٍ لستِ فيه ، ولا أبكي إذا لم أرى نظرة عينيكِ الدافئة..
ليت هذا الحاجز الغير مرئي بيننا يُهدم ، أن أستدِل لأحد غُرف هذا المنزل كُلما أحْسَسْتُ بالوحدة تنهش أضلُعي ، وأن أركض كطفلةٍ صغيرة بمُنتصف الليل لأخبر أمي أن هذه الحياة باتت تَلتَفّ حولي وتؤذيني ، رُبما سأخبر إخوتي أنني لستُ على مايُرام ونبكي معاً مُتَلحِفِين دِفء أن تكون لك عائلة تضحك معاً وتبكي معاً.