قوة اليقين بالله
نحو التغيير الإيجابي للأفضل
بقلم الكاتبة/ نورة عواض الأسمري*
تعصف بنا الأيام وتذيقنا أمرَّ ما فيها فنحزن، وربما نضعف ويتسلل اليأس إلى أرواحنا، وليقيننا بأن الله معنا سننهض سريعاً، ونواصل مسيرتنا في الحياة.
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة عندما قال لصديقه أبو بكر وهما في الغار. كما جاء في قول الله تعالى: ”إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا“. كم هي مريحة للنفس قوة اليقين؛ فاليقين يعرف في اللغة: العلم وإزاحة الشك، وتحقيق الأمر.
واصطلاحا: هو النظر إلى الله في كل شيء والرجوع إليه في كل أمر والاستعانة به في كل حال.
وهو شعبة عظيمة من شعب الإيمان وصفة من صفات أهل التقوى والإحسان.
وتتفاوت الناس في قوة اليقين؛ فمن كان يقينه بالله ضعيفاً فهذا دليل على ضعف إيمانه فليراجع نفسه؛ فالجسد وعاء، والعقل وعاء، ومن يثقلها بالذنوب والمعاصي سيعيش حياته في ذل وضعف وهم وغم وقنوط، فاقداً بغفلته كرامة الله له وتمكينه في الأرض متبعاً شهواته، قال تعالى: ”إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين“.
ومن يملأهما بالإيمان والقيم الدينية لا يعيق سيره في الحياة أي عثرات بل سيواجهها بنفس مطمئنة واثقة بالله تعالى.
إن أبواب الشيطان كثيرة، تضعف إيمان العبد بربه؛ لذلك من الواجب سدُّ مداخله ونزعاته بتطهير القلب من الصفات المذمومة، وبذل الجهد في تزكية النفس، والسعي في نيل رضا الرحمن بتدبر آيات القران الكريم.
وقراءة سيرة المصطفى والاقتداء بسنته وقصص الأنبياء، وما حدث لهم من معجزات على صبرهم وثباتهم، والإلحاح على الله بالدعاء سائلاً إياه ثبات القلب على ما يرضيه، ويضع قدميه على الصراط المستقيم نحو التغيير للأفضل، ويثق بأن الله لا يتركه فيرتاح باله، وتسكن نفسه، وينجو من المهالك، وإن تكالبت عليه المحن يوماً يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن أمر المؤمن كله خير، ولنا في قصص الأنبياء عضة وعبرة.
عزيزي القارئ:
سنحظى بحياة رائعة كما خططنا وحلمنا ما دمنا نمضي في الطريق الصحيح متفائلين ومضيئين شموع الأمل في أرواحنا مدركين ومؤمنين أن الله على كل شيء قدير.
وسنركز سوياً -بمشيئة الله- في سلسلة مقالاتي القادمة عن الإيجابية في الحياة، وكيف نطهر أنفسنا من السلبية؟ لنحياها بسلام وتفاؤل وسكون.
القادم أجمل ومختلف، والفرح -وإن طال رجاؤه- سيأتي؛ فإن الله يحب الصابرين.
أسأل الله تعالى لي ولكم التوفيق والسداد وأن يفتح لنا مغاليق أفهامنا ومغاليق حفظنا.
وللحديث بقية.
* كاتبة في مجال الإيجابية والسعادة، ومدربة في المجال الاجتماعي وتطوير الذات