قوة الاختيار
بقلم الكاتبة / ميمونة العنزي*
من خلال ما أعايشه من مواقف حياتية، ولقاء مع الاصدقاء والأقارب وما أشعر به من حديث بعضهم أنهم ينتزعون اللحظات السعيدة انتزاعًا كي ينعموا بها و لِلحظات معدودة.
بداخلهم مشاعر قهر تسابق أنفاسهم ، في صراع معها لإخفائها بإبتسامة باهتة أو قهقهة كئيبة.
ترى هل نستطيع تخطي مشاعر القهر وتحويلها إلى رضا وقناعة؟ أم نخضع لغمامتها السوداء؛. ونسير معها بلا وعي كي تصبح أوقاتنا بلا ملامح أو نكهة!؟
قالى تعالى( وهديناه النجدين) الله أعطى الإنسان حق الاختيار في هذه الحياة بعد مشيئته؛ وكل ما يحدث في حياة الأنسان يكون باختيار منه سواء كان بالسلب أو بالإيجاب .
لكن السؤال هل الاختيار كان بوعي أم بدون وعي؟
المواقف الصعبة تجعل من الإنسان يمر بمراحل فقد يكون فيه مغيّب لا يشعر بتصرفاته فنجد كل مشاعره منخفضة و سلوكه مابين غضب، وعصبية و حزن، أو مراقب لِأفعاله يقف ويفكر، أو مستنير وهي مرحلة الكفاءة النفسية حيث يكون على درجة كبيرة من التأني والحكمة والتفاؤل.
المواقف الحياتية القاسية تحتاج أن نعيشها بقالب بعيداً عن الإحساس معها بمشاعر قهر أو ظلم ؛ ولكي ننقلها من حالة القهر إلى حالة الرضا والتقبل
يجب أن نبلورها في إطار الاختيار، وبدلا من أن أقول (أنا أعيش من أجل كذا وكذا) نستبدلها بقول (أنا اخترت أن أعيش هذه الحياة من أجل..)
لماذا؟
هذا من شأنه أن يوجه تركيزك على ما هو جيد في هذه الحياة التي قررت أن تختارها و تكون أنت المهيمن فيها بدلاً من أن تعيش دور الضحية، وهذا له طاقة كبيرة في ظهور الكثير من الخيارات أمامك، والفرص و إنهاء المعاناة أو الخلاص منها بإذن الله.
و أخيراً.. اذا أردت قوة التركيز فتعلم كيف تقرر وتختار.
ختاماً
كن مع الله يكن الله معك.. أستفتح يأتيك الفتح.. وتذكر أن مرونة التفكير فيض من الحكمة...
قال تعالى (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا)
* كاتبة ومدربة في المجال الاجتماعي وتطوير الذات