كيف نواجه مشكلة التبول اللاإرادي لدى الأطفال ؟
بقلم الكاتبة / بريه العتيبي*
التبول اللاإرادي أو السلس البولي عند الأطفال هو خروج البول بشكل لاإرادي خلال النهار أو أثناء النوم بعد مرحلة تعلم استخدام المرحاض، حيث أن الأطفال يتعلمون السيطرة على المثانة في المرحلة العمرية بين السنتين إلى أربع سنوات.
يرجع التبول اللاإرادي عادةً إلى تأخر في نضوج الجزء الذي يتحكم في وظيفة المثانة من الجهاز العصبي.
وقد يكون هناك سبب آخر للأطفال الذين يتبولون خلال الليل وهو نقص في الهرمون المضاد لإدرار البول ADH بما يمنع التحكم في المثانة أثناء النوم، علاوة على أن الأطفال الصغار لا يملكون آلية الإشارات الكافية بين المثانة والدماغ.
وتعد مشكلة التبول اللاإرادي من المشاكل الشائعة عند الأطفال في المرحلة العمرية بين الرابعة والسابعة.
حيث أظهرت الدراسات إصابة ما يقارب 20% من الأطفال في سن الخامسة بمشكلة التبول اللاإرادي و10% من الأطفال في سن السابعة من العمر.
وتجدر الإشارة إلى أن معظم حالات التبول اللاإرادي لا تكون بسبب مشاكل مرضية في أحد الأعضاء وتزول مع تقدم الطفل في العمر دون الحاجة إلى علاج.
هناك عدة أسباب للتبول اللاإرادي عند الأطفال منها:
١- أسباب فسيولوجية عضوية وهي تعني أن الطفل يعاني من أمراض في الجهاز البولي، مثل: التهاب المثانة، والتهاب قناة مجرى البول، والتهاب الكلى.
٢- أسباب وراثية: قد يكون هناك تاريخ عائلي في الأسر من أحد الأبوين يعاني من هذه المشكلة.
٣- أسباب نفسية ومنها:
- تقصير الأبوين في تدريب الطفل على ضبط البول.
- سوء علاقة الطفل بأمه مما يجعل تدريب الطفل على التحكم في عضلات المثانة أمرًا صعباً.
- اتباع أسلوب القسوة والضرب والحرمان كي يتعلم الطفل التحكم في بوله والتدرب على إزالة الحفاظة.
- حالات التبول اللاإرادي تنتشر بشكل أكبر لدى الأمهات اللاتي يبدأن تعويد الطفل على التخلي عن الحفاضات مبكراً.
- تدليل الطفل والتهاون معه والتسامح عندما يتبول، وهذا يعزز لدى الطفل هذا السلوك ويعتقد أنه على صواب ويتمادى فيه.
- التفكك الأسري وزيادة حالات الطلاق والانفصال وكثرة الشجار بين الوالدين أمام الأبناء يؤدي إلى فقدان الطفل الشعور بالأمان.
- خوف الطفل من الظلام وبعض الحيوانات أو أفلام العنف واستخدام الضرب والعنف كأسلوب للتربية والعقاب.
وختاماً التبول اللاإرادي مشكلة شائعة ومحرجة للطفل، ويمكن أن تؤثر بشكل كبير على شخصيته.
من المهم عدم لوم الطفل حيث أن هذا الأمر خارج عن إرادته، وفي كثير من الحالات تختفي المشكلة بشكل تلقائي مع الوقت، وفي حال استمرت بعد عمر السادسة ينصح بمراجعة الطبيب للاستشارة وأخذ العلاج.
*مستشارة ومدربة متخصصة في تعديل سلوك الأطفال