مشكلة اضطرابات الكلام لدى الأطفال
بقلم الكاتبة / بريه العتيبي*
تظهر اضطرابات الكلام لدى بعض الأطفال في أثناء نموهم ابتداء من سن عام ونصف العام تقريبا. وهذا أمر طبيعي وعادي ثم تختفي عادة مع النمو. اما اذا استمرت وظهرت في شكل مرضي فهنا يجب التدخل العلاجي .
ولاضطرابات الكلام أسباب كثيرة من أهمها التالي:
١- أسباب حيوية: مثل خلل الجهاز العصبي المركزي واضطراب الأعصاب المتحكمة في الكلام، وإصابة المراكز الكلامية في المخ بتلف أو تورم أو التهاب أو نزيف، وإصابة الجهاز الكلامي (الحنك واللسان والأسنان والشفتين والفكين) بتلف أو تشوه، وعيوب الجهاز السمعي، والتكوين الجسمي الضعيف أو إجبار الطفل الأيسر على الكتابة باليد اليمنى، وتأخر النمو بصفة عامة، والضعف العقلي.
٢- أسباب نفسية: مثل التوتر العصبي والقلق، والخوف المكبوت، والصدمات الانفعالية، وضعف الثقة بالنفس، والعدوان المكبوت، والحرمان العاطفي، والضغط النفسي، والإحراج، والخلل العقلي.
٣- أسباب بيئية: مثل تعدد اللهجات أو اللغات في وقت واحد، خصوصا في الطفولة المبكرة، والكسل والاعتماد الزائد على الآخرين، وكثرة المشاكل الأسرية، وقلق الوالدين بخصوص الكلام والرعاية الزائدة، والتدليل أو التسلط والمستوى الفقير في الكلام في المنزل (الاعتماد على الخادمات الآسيويات)، وتقليد الكلام المضطرب، وسوء التوافق المدرسي والاجتماعي .
ولاضطرابات الكلام أعراض من أهمها:
تأخر الكلام، وقلة عدد المفردات، وفقدان القدرة على التعبير بالكلام، ونقص القدرة على فهم معنى الكلمات، والكلام الطفلي والكلام التشنجي كالتأتأة والأبدال مثل: الثأثأة وعيوب طلاقة اللسان والتعبير، مثل: اللجلجة والتهتهة، وعيوب النطق والكلام، مثل: الخمخمة (الخنف) بسبب فجوة ولادية في سقف الحلق، والسرعة الزائدة في الكلام، وما يصاحبها من خلط وحذف وضغط، وعسر الكلام وفقدان الصوت الهستيري.
وعادة ما يصاحب تلك الأعراض أعراض نفسية كالقلق والخجل والانطوائية والعصبية وسوء التوافق في الدراسة والعمل، كما تصاحبها اضطرابات حركية مثل تحريك اليدين أو الضغط بالقدمين على الأرض وارتعاش رموش العين أو الجفون أو اخراج اللسان أو ميل الرأس.
التأتأة تعتبر من أهم اضطرابات الكلام، وهي تصيب 1% من الناس، لا سيما الأطفال، وتبدأ من عمر عام ونصف العام الى 9 سنوات، وقد تختفي تلقائيا من دون تدخل في 40% من الحالات.
وتكون التأتأة أكثر انتشارا في المجتمعات المتقدمة والمتحضرة، والطبقة المثقفة، وتكثر لدى الأولاد عن البنات .
وإذا كانت مهارات الطفل اللغوية تثير قلق آبائهم يجب طلب استشارة طبيب الأطفال أو معالج النطق وسيساعد كلاهما الطفل على تخطي صعوبات وتطوير مهاراته اللغوية بالشكل السليم.
*مستشارة ومدربة متخصصة في تعديل سلوك الأطفال
1 ping