كيف تتحكم في غضبك ؟
بقلم الكاتبة / هياء القثامي *
من المعروف أن للقمر قدرة على تغيير الحالة المزاجية للشخص، فعندما يكتمل القمر يهيج الماء في جسم الإنسان على غرار مياه البحار.
ولأن جسم الإنسان يحتوي على 75% من الماء فيسبب انفعال للشخص، فتكثر الجرائم والمشاكل الأسرية لذا أمرنا -صلى الله عليه وسلم- بالصيام عند اكتمال القمر في ١٣ - ١٤ - ١٥ من كل شهر هجري وتسمى بالأيام البيض.
فقال -صلى الله عليه وسلم- : " ألا أخبركم بما يذهب وحر الصدر ؟ صوم ثلاثة أيام من كل شهر ".
ويذكر أن رسول الله عندما رأى القمر بدراً، قال لعائشة استعيذي منه فإن هذا هو الغاسق إذا وقب الذي ذكره الله عز وجل في القرآن.
فيستحب في الأيام البيض الصيام، وتقليل العمل، وعدم اتخاذ قرارات مهمة.
قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تتولو قوماً غضب الله عليهم".
وفي السنة: حديث "إن رحمتي غلبت غضبي".
وفي حديث الرجل الذي جاء إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- وقال : أوصني قال : "لا تغضب".
فالغضب هو حالة عاطفية قوية تنتاب الإنسان في حالة دفع أذى أو انتقام أو اعتراض على موقف معين، وتتراوح بين السخط الخفيف إلى الغيض.
وهو يعد من المشاعر القوية التي تؤثر على جسم الإنسان آثاراً بالغة في الخطورة على حسب شدة الغضب، حيث تفرز الغدة الكظرية لحظة الغضب هرمونات مضرة جداً، مثل: الادرينالين والكورتيزول، فعند الغضب يتم تحفيز مناطق معينة في الدماغ، وينتقل الدم من القناة الهضمية إلى باقي الجسم، وتزداد ضربات القلب، وترتفع درجة حرارة الجسم، وتزداد سرعة التنفس، و يبدأ الشخص بالتعرق.
أضرار الغضب على الجسم :
لذا له تأثير سلبي جداً على الجسم مسبباً بعض الأعراض المرضية، مثل:
١-ارتفاع ضغط الدم.
٢- تسارع ضربات القلب.
٣- حموضة المعدة.
٤- السكتة الدماغية.
٥- ضعف المناعة.
٦- توترات عصبية وعضلية.
٧- قلق مزمن.
٨- اضطراب النوم.
وفي دراسة الدكتور ديفيد بوزكي قام فيها بجمع جزيئات من لعاب شخص يتكلم أثناء غضبه فوجده زفيره يحتوي على سموم مركبة لو قام بجمعها لمدة ساعة فإنها قادرة على قتل 80 من حيوانات التجارب.
ولإدارة الغضب والتحكم به لابد من معرفة مراحل الغضب:
١ - التفكير السلبي:
مثل: الحديث الداخلي من احتقار أو استهزاء، لذا يجب إيقافه إما بتقبل النقد أو التماس العذر أو تغيير الفكرة السلبية إلى إيجابية.
٢- بدء الغضب:
وهو رد فعل للتفكير السلبي وهو يؤدي إلى المرحلة الثالثة.
٣- اشتداد الغضب:
وهي مرحلة خطيرة يجب السيطرة عليها وإلا ستؤدي إلى المرحلة الرابعة.
٤- الهجوم:
ويستخدم فيها اللسان أو اليد للتعبير عن الغضب، وقد تصل للمشاجرة.
وللخروج من مرحلة الهجوم لابد من التشويش وهي المرحلة الخامسة.
٥- التشويش:
وهو تشتيت انتباه الغاضب إما بسؤال أو شكره على التوجيه تليها المرحلة السادسة.
٦- الاعتذار والندم:
وتكون آخر مرحلة من مراحل الغضب.
الطرق العملية لمواجهة الغضب: حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما قال: "إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس؛ فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع".
فالغضب قرار شخصي ومن أطاع غضبه أضاع أدبه.
* كاتبة ومدربة في مجال علم النفس والتنمية الاجتماعية