سؤال: هل يلدغ العقرب؟!
بقلم الأستاذة / أمل حسن جلال*
لا تستعجل بالإجابة ولا تحيد بعيدا.
أوَتظن أن قلمي قاصرا لا يعي ما يخط!
ربما قصد عقارب الساعة! وإن كانت لدغتها أشد فتكا من العقرب الأسود الذي يميتك فورا وينتهي كل الألم.
أما عقارب الساعة فالشوق واللهفة والانتظار والخذلان تميت شعورا جميلا وحياة كانت أفضل.. يميت روحا تتنفس الغدر جرعات موجعات.
لا يهم فليس هذا ولا ذاك ما كنت أقصد.
قصدت العقارب البشرية التي تسلط لدغاتها على أنامل الإحسان.
التي قاسمتك الرغيف ويوما ما كنت جدارا صلبا تتكئ عليه بكل قوتك وعزمك
التي ضحكت ونامت في أحضان سذاجتك دهرا ثم.. ثم ماذا؟! ثم أقبرت معروفك عمرا.
كم منا عانى من ذلك ولا زال يعاني لكننا بشر مخطؤون لا نتعظ ونسير بنوايا ناصعة وقلب يحن ويئن مع طوفان الأحزان.
بالتأكيد كنت يوما ما مصباحا للآخرين وشمسا دافئة تسلط أشعتها على صقيع الاحتياج وأنت ترتعد بردا لا تملك معطفا ولا غطاء
هل أصابك فزع من الجزاء؟!
لم يكن في الحسبان ولم يكن من جنس العمل لذلك يدور في ذهنك مليار سؤال ومليار حيرة وتقلب في الأحوال؛ لذلك تكابد وتحزن وتعتصر حسرة تمتعض الألم وتشرب معه علقم الدهشة وتتناثر الإجابات وتتطاير صحف الثقة تود النجاة لما تبقى منك من إنسانية قبل أن تتلوث مع الفاسقين نعم هذا نعت الله لهم.
شاطروك الحياة المبهجة ثم ما إن وجدوا حولك حبا واحتراما أقسموا أن يمزقوا تلك الثياب ثياب الفرح ويستبدلونها بحسب أهوائهم بثياب الشك والحيرة والحقد لتتحول أتراحك لحزن مقيم في صدرك أبى الاغتراب عنه..
تجدهم يتحينون الفرص ليثبتوا للعالم أجمع أن ذلك الشخص المحبوب والذي يدخل البهجة لقلوبكم منافق فتركلون إحسانه بعيدا وتضرسونه بين أنياب حداد تنهشون معروفه وتدوسون فضله.
فقط لتشاركوهم قبح الصنيع لا أكثر إذ كيف ينجو من كشفه القدر؟! ونبذه الأهل والخلان! تظل رائحته المتعفنة النتنة تتسلل المواقف المخزية والقبيحة التي تليق به ويصفق له أشباهه من الغجر.
الذين يتحينون فرص النميمة ويمثلون دور الناصحين الأمينين وهم أخبث الأخبثين يفرقون ويشتتون ليغرفوا من إحسان الآخرين ويقتحموا حياتهم من جديد ويطلعون على كل ما كان مستورا أو بعيد..
فاغترابهم أحدث فجوة الفضول يريدون أن يحلقوا في سماء الطيبين ينهلون من ينابيع صفائهم وإحسانهم لا بأس عُدْ وقدِّم وابنِ طودا من المعروف وتذكر أنك تقدم لله لكن هذه المرة خبئ في جيبك الحذر وألقِ بسذاجتك من نوافذ حسن النوايا.
لا تندم ولا تتحسر سامح وانسَ
لكن لا تسر حافيا دون أحذية الفطنة ارتدي جوارب الدهاء حتى لا تلسعك لهيب الخيبات وشموس الغدر وثعابين المنافقين ( لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين).
ردد إن الله معي (إن الله يدافع عن الذين ءامنوا).
كن محسنا وإن واجهك زورا وبهتانا
ألا يكفيك أن الله يحب المحسنين؟!. بلى (وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان).
جعلني الله وإياكم من المحسنين وحشرنا في زمرة المتقين.
* كاتبة سعودية ، تربوية