قوة التحفيز للقادة
رسالة التدريب(٢)
تحقيق صحفي الأستاذة / أفراح الغفيلي *
تحقيق صحفي مع شخصيات ناجحة ومؤثرة في المجتمع بدأت من نقطة الصفر إلى أن وصلوا لإنجازات عظيمة وبصمة ذات أثر .
الجازي بنت الحمدان قائدة تدريب، تميزت بتحفيزها ودعمها في بيئة العمل، وساهمت في بناء مجتمعها بطرق إيجابية.
نورة بنت عبدالله الحربي سيدة أعمال، ومشرفة مراكز الكوثر التدريبية، تميزت بحبها للخير وقدمت الكثير من الدورات التطوعية.
سنتعرف عليهم أكثر في هذا المقال، ونكتشف أسرار تميزهم ونجاحهم.
القائدة الجازي قصة نجاحها بدأت بالتدرج، كانت طالبة بالجامعة إلى أن تخرجت وتم تعيينها معلمة في إحدى المدارس؛ خدمت في المسار التعليمي ما يقارب إحدى عشر سنة ثم اتجهت للمسار الإداري ومن ثم تم تعيينها مديرة وقائدة معهد تدريبي، من هذه النقطة بدأت انطلاقتها في القيادة نحو عالم التدريب.
القائدة نورة بدأت كمدربة وقدمت الكثيرة من الدورات التطوعية التي تخدم الفتاة لتجني ثمرة هذا العطاء اليوم بعدما ساهمت تطوعاً في نشر الخيّر.
تقول الأستاذة نورة: عرفت بأن لدي قدرات والناس بحاجة لهذا، فبدأت بكادر فريق جميل، فتحت أول مركز للاستشارات استمريت في ذلك، بعدها جاءني اتصال من المؤسسة العامة ورشحوني بافتتاح مركز للتدريب، وأخذت الرخصة.
في بداية اللقاء أشارت لنا الأستاذة الجازي في نقطة مهمة جداً لمن يريد أن يشق طريق النجاح ويصعد إلى القمة قائلة: بأن الموضوع يحتاج لخطة واضحه للحياة وتحديد المسار المهني والاجتماعي، فالموضوع ليس سهلاً ومرناً كما يبدوا فهو يحتاج لمواجهة أي ظروف قاهرة، وأن الإنسان لابد من أن يكافح للوصول ويضع أهدافاً واضحة ويحدد المسار الذي يريد، أما أن تسير بشكل عشوائي لا تعرف في أي تجاه تسير، فلن تحقق النجاح ابداً.
ولأن النجاح يحتاج لجرعات إيجابية وغذاء من التحفيز طرحنا عليها سؤال: هل التحفيز عامل مسبب في زرع الثقة والأمان لدى الآخرين، لاستخراج أفضل ما لديهم؟.
هُنا أوجزت لنا الأستاذة الجازي قصتها مع التحفيز حيث قالت: أنا جربت التحفيز من خلال خبرتي الإدارية وجدت بأنّ أثر التحفيز المعنوي كان أعلى بكثير من التحفيز المادي، لأن المادي فرحته مؤقتة بالدقيقة والساعة الذي تم تقديمه فيها وبمجرد مايذهب يزول أثره.
أما التحفيز المعنوي هو الذي يبقى أثره طويلاً
لأن عطائه كان أكثر إبداع من أنني قدمت التحفيز المادي.
وأشارت لأهمية التحفيز قائلة: نحنُ حتى في يومنا وحياتنا الطبيعية نحتاج للتحفيز، فحينما يأتي أحدهم يحفزك في شيء ما، حتى وإن كان عندك همة ستزيد همتك.
قالت أيضاً: هدف القائد أن يكون العمل كله يؤدى على أكمل وجه، وفريق واحد غير متقاسم ولا أحزاب ولا عناصر، وتعاون متشارك، والشيء اللذي دائماً أفعله مع موظفاتي، بأن أرى كُل واحدة منهم بماذا تتميز!. لابد أن يكون كل موظف فيه جانب إيجابي فأنا كُنت دائماً أربطُ العمل بالجوانب الإيجابية التي بهم.
بينما أوضحت القائدة نورة رأيها بالتحفيز قائلة:
بأنّ هذا الأمر جداً مهم وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة في هذا حينما قال: نعم العبد عبدالله لو كان يقوم الليل. فالرسول ذكر نقطة التحفيز ومحركة، التحفيز مهم جداً لأن يجعلك تركز على الإيجابيات وإذا ركزنا على الإيجابيات سيُخرج الإنسان أجمل ما لديه، حتى مع أبناءنا ومع من حولنا، البعض يحمل معه السلبيات ولا يرى إلا أخطاء الناس، فعندما تركز على السلبيات خدشت العلاقة التي بينك وبين الطرف الآخر، فعندها لن يتطور ولن يستمر معك، وقد يكون هناك شيئاً من الإحباط، والإنسان المحبط لا يمكن أن يعمل بالروح الجميلة، روح العطاء روح القوة وهذهِ الروح التي نريد تحقيقها، التحفيز يفعل أشياء كثيرة تقدم الإنسان للأمام ويصبح لديه ثقة أكبر.
حينما وجدت قوة الكلمة من القائدات وأثرها وتميّز وتنوع الأراء هنا وجهت السؤال التالي:
هل تعتبر أخلاقيات القائد والمدير سلوك فعال ومؤثر على الموظفين سواء سلباً أو إيجاباً؟ ولماذا؟..
هُنا أوضحت القائدة الجازي عن أهمية ذلك وقالت:
أن المدير حتى في طاقته مؤثر، أحياناً يصبح لديه مسؤوليات كثيرة، فيحتاج بأن يفصل قليلاً مع ذاته.
القائد حريص على أنه يكون محافظ على فعاليته، وعلى دعمه، وعلى عطائه، كلما كان أثر ذلك على الإنتاجية بشكل كبير والتأثير كان أكبر.
وقالت بأنّ القائد مثلُ الأم!
الأم إذا كانت متوترة ومنفعلة فإنّ أطفالها يتأثرون، وحينما تكون الأم هادئة أطفالها كذلك يصيبهم الهدوء.
وكذلك طاقة القائد تنتقل إلى الموظفين سواءً سلباً أو إيجاباً.
بينما أوضحت الأستاذة نورة رأيها في هذا الجانب وقالت: بالتأكيد أخلاق القائد سلوك فعال مؤثر لأن قدوتنا الرسول عليه الصلاة والسلام، فالرسول قاد العالم بأخلاقه قبل سيفه، وهذا النهج نهج عليه الصحابة والتابعين وأكملوا مسيرة رسولنا الكريم، اللهم صل وسلم على نبينا محمد .
* مدربة في أنماط الذكاء والإبداع والميول المهني.