عناصر المادة في جسم الإنسان
بقلم الأستاذ / إبراهيم عبدالعزيز الهدهود
يتكون جسم الإنسان من عناصر الطبيعة و أهم 15 عنصر هي الأكسجين، الكربون، الهيدروجين، النيتروجين، الكالسيوم، الفسفور، البوتاسيوم، الكبريت، الصوديوم، الكلور، المغنسيوم، الحديد، الفلور، الزنك و السيليكون بنسب متفاوتة كما في الجدول المرفق، و هي موجودة في التراب (إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّـهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ) .. و المثلية هنا تدل على المكونات، فلم يكن عيسى عليه السلام على شكل نموذج أو صنم أو دمية.
الهيكل العظمي هو جزء من تكوين أجسام الكائنات الحية الراقية، مهمته هي الدعم و الحماية، فهو يشكل الجزء الأكثر صلابة من أجسامنا و بالتالي يقوم بدعم الجسم و يحمل أجزاءه المختلفة ويحافظ على الشكل العام لأجسامنا، كما يقوم بدور الحماية للأجزاء الحساسة، الوحدة فيه هو العظم و هو عضو صلب و ينتج كريات الدم الحمراء و خلايا الدم البيضاء، و يخزن المعادن، و يمكن الجسم من الحركة، تأخذ العظام العديد من الأشكال و الأحجام و لها تركيب داخلي و خارجي معقد، رغم أن العظام خفيفة، إلا أنها قوية و صلبة، و تؤدي العديد من الوظائف.
النسيج العظمي هو نسيج صلب، يتكون من أنواع عديدة من الخلايا العظمية، تشترك الخلايا العظمية و الخلايا بانية العظم في تكوين وتمعدن العظم، فيما تشارك ناقضة العظم في تشربه، بانيات العظم المعدلة تصبح الخلايا المبطنة التي تكون طبقة وقائية على سطح العظمة. تملك المادة الخلوية المتمعدنة لنسيح العظم مكون عضوي من الكولاجين بشكل رئيسي، ومكون غير عضوي من معدن العظام، يتكون من أملاح مختلفة. النسيج العظمي هو نسيج متمعدن من نوعين، عظم قشري وعظم إسفنجي. و هنا يصف القرآن الكريم طريقة بناء العظام بمفرد حَمَأَة: طين أو وحل أو راسب طينيّ يُغطِّي الأرضَ أو يشكِّل تراكمًا طبيعيًّا ورواسبَ كالتي تكون على مجرى النهر :- {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ}
النسيج العصبي: ويحمل الإشارات، و هذا النظام المكون من خلايا عصبية يسمح باتصال مختلف أجزاء الجسم ببعضها، فقد تعالى الإنسان عن سائر المخلوقات و فضّله و ميزّه الخالق عز و جل بامتلاك دماغ متطور جدًا يعمل بكفاءة لا يدانيها أيّ حاسوب ليساعده في النُّطق، وحل كل ما يلاقيه من صعاب، و استنباط الكثير من الأفكار الخلاقة البديعة، و للجهاز العصبي في الإنسان عدة سُبل تُسهِّل انتقال المعلومات و الإحساسات من البيئة المحيطة بالإنسان إلى الدماغ، الذي يقوم بإرسال أوامر و تعليمات لعضلات الجسم المختلفة، لتتجاوب مع تلك المعلومات، و تسلك هذه الأوامر سُبُلاً غير التي سبرتها المعلومات الواصلة للدماغ.
الليف العصبي (المحوار)، يشكل امتدادًا أنبوبيًا للجسم الخلوي للعصبون، و له العديد من التفرعات التي تمكنه من الاتصال بما يقرب من ألف عصبون آخر، و هو متخصص في نقل الرسائل، حيث يبلغ طوله داخل الجهاز العصبي المركزي أقل من مليمتر واحد، بـينما يزيد عن ذلك في الجهاز العصبي المحيطي، إذ يصل طول بعض المحاوير الممتدة من النُخاع الشوكي إلى عضلات القدمين إلى 75-100سم، أما الأعصاب فما هي إلا تجمعات لمحاوير عصبونات حركية أو حسية أو لكليهما معًا، التصقت مع بعضها مع بعض مكونة ذلك الشكل الحبلي، حيث يغطي غمد مصنوع من مادة دهنية بيضاء تسمى الميلين بعض المحاوير، فتساعد على سرعة انتقال الدفعات العصبية عبرها، كما تساعد على التمييز بين المادة الرمادية و المادة البيضاء في الجهاز العصبي، و تتكون المادة الرمادية من محاوير غير مغطاة بالميلين و أجسام خلوية عصبونية، بينما تتكون المادة البيضاء من محاوير مغطاة بالميلين، تُصنع مادة الميلين في خلايا شفان في الجهاز العصبي المحيطي، بينما تقوم الخلايا الدبقية بتصنيعها في الجهاز العصبي المركزي و قد ورد وصف هذا الجهاز العصبي Nervous system في قوله تعالى (إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ)، و في قاموس المعاني لزب الشّيء، لزَب؛ دخل بعضُه في بعض وتماسك :-لزُب الطِّينُ، ملتزق بَعْـضه ببَعض .. و لَزِبَ الشيءُ: ضاق.
ينتج العرق لدى الإنسان عن طريق الغدد العرقية التي لها دور في تنظيم حرارة الجسم و ذلك عن طريق التبريد بتبخير العرق على سطح الجلد و يبلغ عددها في الجلد 2-4 ملايين تقريبا وهي تفرز العرق تحت تأثير الجهاز العصبي المستقبل الودي عن طريق الناقل العصبي اسيتايل كولين و يحتفظ تحت المهاد – و هو جزء من الدماغ يوجد به مركز تنظيم حرارة الجسم- بدرجة حرارة الجسم ثابتة و يتلقى هذا الجزء إشارات نبضية من الدم الدافئ و من مستقبلات الحرارة الموجودة في الجسم و من ثم يرسل إشارات عن طريق الأعصاب إلى الغدد العرقية التي تقوم بدورها بإنتاج العرق كما يعمل التوتر العصبي والإثارة أيضًا على إهاجة وحث الغدد العرقية خاصة تلك الموجودة في اليدين والإبطين. و صف القرآن الكريم هذه الخاصية في الإنسان بالفخار .. و الذي تخرج منه قطرات الماء ليحافظ على الماء في الداخل بارد (عند درجة حرارة ثابته) .. و هذا ما يجري عندما يتعرق الإنسان ليحافظ على درجة حرارته الثابتة عند 37.5 درجة مئوية (خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ).
إن أكثر العناصر في جسم الإنسان هو الأكسجين و هو المكون الأساسي مع ذرتي هيدروجين للماء .. فالتراب إذا أضفنا له الماء اصبح طين لتظهر فيه علامات الحياة )وَجَعَلْنَا مِنَ المآء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ) و منه تتكون المخلوقات وحيدة الخلية (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ) .. و من هذا الطين و من خلية واحدة نشاء البشر و تطور و بعد فترة طويلة من الزمن استوى على قدميه .. و هنا جاء أمر الحق سبحانه و تعالى باصطفاء آدم من مجموعة البشر للنفخ فيه و تحوله إلى إنسان.