فلنحيينه حياة طيبة
بقلم الكاتبة / خلود المري*
قال تعالى " من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياةً طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ماكانوا يعملون "
معادلة ربانية يسيرة إن حققها العبد تحققت له الحياة الطيبة .
الحياة الطيبة في هذه الآية تقرر جملة من القواعد :
١- أن البشرية تتكون من جنسين ( ذكر وأنثى )
٢- الجنسين متساويان في قاعدة العمل والجزاء وفي صلتهما بالله وفي جزائهما عند الله .
٣- أن المطلوب في الحياة هو أداء الدور والوظيفة بالشكل السليم ( العمل الصالح ) من أجل البناء و الإصلاح .
٤- أن هذا العمل الصالح يكفل لمن يقوم به حياة طيبة .
٥- أن الحياة الطيبة في الدنيا لا تنقص من الأجر الحسن في الآخره .
نستنتج من ذلك أن الله سبحانه وتعالى وعد من عمل صالحاً ذكراً كان أو أنثى بأن يحييه حياة طيبة في الدنيا وهذه الحياة تشمل الراحة وطمأنينة القلب وسكون النفس والرزق الحلال .
فالحياة الطيبة إذًا هى الفوز بمشاعر الأمن والسكينة والرضا وليست كثرة العرض والحظ الوفير من متاع الدنيا، والدليل نراه متجسدًا في نموذجين من البشر النموذج الأول يمتلك كل شئ ولكن فقره بين عينيه فهو في حالة دائمة من اللهث وراء الدنيا و في غفلة عن الآخرة، أما النموذج الثاني فهو قد لا يصل إلى حد الكفاف لكنه مستمتع بأقل القليل يستمد سعادته من حسن علاقته بخالقه.
والقول الفصل هو أن الحياة الطيبة شعور نفسي مصدره قوة صلة العبد بربه والاطمئنان بقربه بقلب يملؤه التفويض والتوكل والتسليم.