وَسع نظرتك
بقلم الكاتبة / أبرار القحطاني *
ذات يوم رفعتُ رأسي للسماء متأملة في وُسِعها و جمالها وترتيب السحب بأشكالها المختلفة ، و قلت سبحانه ربي الواسع ، هذا الإسم العظيم من أسماء الله الحُسنى الذي ما إن تتأمله وتعرف معناه إلا و ينشرح صدرك و ينزل بقلبك تعظيم وتمجيد لله الواسع العليم ، الواسع الذي لاحدود له ولا نهاية لسلطانه ولا حد لإحسانه ، محيط بكل خلقه ، واسع الصفات ، وسع بعلمه جميع المعلومات ، وبقدرته جميع المقدورات، فهو واسع العلم والرحمة والمغفرة ، و العظمة و الغنى و السلطان ،و الملك و الفضل و القدرة و الكرم و الإحسان ، كم من لحظة تمر علينا نظن أنها النهاية بضعفنا ، و بعد زمن نكتشف أنها البدايات و النجاحات التي ساقها الله لنا من حيث لانحتسب ..
و تأمل معي
كم من لحظة كنت باكياً ، و كنت فيها شاكيا ، متذمراً ، تظن أنك أشقى الخلق و أن الحظ قد ساء بك ،،،،،
وبين عشية و ضحاها يُسخر لك الفَرج و يسوقه الله لك سوقاً
لذا …..
لاتضيّق نظرتك و أنت تعلم أن ربك هو الواسع ……
لاتغلق على نفسك منافذ الحلول وأنت تعلم و تؤمن أن ربك الواسع …
لاتقول هلكت و أنت تعلم أنك لك ربٌ واسع يسع هذا الضعف وهذا الهلاك الذي حل بك ،
لا تُقول خذلني و تركني الناس ، و أنت تعبد رب الناس ، الذي يقدر على أن يأتي بمجتمع وأمّة كاملة تليق بك ،
لاتكره المواقف فكم موقف ٍكرهته وفي خفاياه آفاق لايعلمها إلا الواسع العليم
وسع نظرتك ………
و تفائل بخير ربك ، فإن خير الله آتِ ، لامحاله لاتحكم على حياتك و تُطلق أحكاماً باليأس و الخذلان و حياتك لم تنتهي بعد ، ترقب و انتظر و تأمل و تفائل بعطاء ربك الواسع ،، و مهما خُذلت من مواقف و أشخاص و أحداث فأخبر قلبك اللطيف بأن ربك يقول لك ((ۗ وَأَرْضُ ٱللَّهِ وَٰسِعَةٌ ۗ إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّٰبِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍۢ))
* كاتبة سعودية