حاسب نفسك عن تقصيرها
بقلم الكاتبة/ عميده الجاسم*
إلى متى ونحن نشعر بأنفسنا فقط،وماذا نحتاج لها ؟!
إلى متى ونحن نتلذذ في ملهيات الحياة دون أدراك منا كم هي الحياة زائلة؟!
إلى متى والحياة تختبرنا كل يوم في فقدان أشخاص قريبين منا ونحن نضحك ؟!
إلى متى وقطار الحياة يمر بجانبنا سريع ونحن لا نعلم بذلك إلى أذا وقعنا في مصيبة أو بعد فوات الأوان ؟!
الكلام ليس كما ترى الشيء أمام عينك !
زيارة المرضى بالمستشفيات ، زيارة المقابر ، حزن الأخرين وبكاءهم أمامك ، أنعدام الأمل الذي يسيطر على أوجة الأخرين !
جميعها علامات تدل على أن الأنسان يجب عليه أعادة النظر قليلاً في حياتة .
هناك من يحمل هم الدنيا على كتفيه وكأنة يعيش أبد الدهر عليها ، دون أدراك منه أن الهم وأن طال لابد له ويزول .
هناك من يبكي ليل نهار لفقدان شخص على قيد الحياة ولا يعلم بأن فقدان الشخص أبدياً هو البكاء الحقيقي .
هناك من يترك والديه في ممرات المستشفيات يصرخان وربما لا يدركان ما يفعلان !
ولا يدركون هُم أنفسهم بأن الحياة عبارة عن دائرة وما تفعله لغيرك لابد وأن الحياة تذيقك مرارة ما ذقت به غيرك ، فكيف ما تفعله بوالديك !
هناك من يرى ويسمع من يفارق الحياة أمام عينيه كل يوم ولا يتعض !
بأن يوم من الأيام سوف تَحمل كما حُمل غيرك .
هناك من يفقد الأمل ويصيبه اليأس لمجرد خسارته أو فشله في تجارة ، دراسة ،رسالة جامعية ، ولا يعلم بأن ما حدث له خيرة وعليه شكر الله والرضا بما كتبه له .
لقول ابنُ القيّم :
ﻟﻮ ﻋﻠِﻢ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻛﻴﻒ ﻳُﺪﺑّﺮ الله ﻟﻪ ﺃُﻣﻮﺭﻩ ؟
ﻟـ علم ﻳﻘﻴﻨﺎً ﺃﻥَّ الله ﺃﺭﺣﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺃُمِّه ﻭﺃﺑﻴﻪ ،، ﻭﻟﺬﺍﺏ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﺤﺒﺔً لله ..
هناك من يهدر يومه ووقته الذي يسأل عنه أمام الله فيما أفناه كالذهاب للحفلات التي تحتوي على موسيقه ، مجالسة أصحاب السوء ، الكذب والنميمة ، ترك الصلاة ..الخ
دون أن يعلم بأن هدر دقيقة من وقته فيما نهانا الله عنه أو حُرم قد تهوى به إلى النار .
عن أبو برزة الأسلمي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :(لا تَزُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَدَمَا عَبْدٍ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ جَسَدِهِ فِيمَا أَبْلاهُ وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ أَخَذَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ)
إلى متى ؟!
حقاً هذه هي الحياة التي نحاول أن نمتلكها لنا!
حقاً هذه هي الملهيات التي تغنينا عن الأخرة وتحجب عنا النار !
حقاً أعيدوا النظر قليلاً في مسير حياتكم لعل أحدكم يرشده الله وينير بصيرته ليكون من أهل الفردوس الأعلى في الأخرة ومن أهل السعداء في الدنيا !
حاسب نفسك بما يعود لك بالمنفعة
جعلني الله أنا وأياكم من أهل الفردوس الأعلى