مما علمتني الحياة
بقلم الكاتبة / أبرار القحطاني*
الحياة مدرسة ومن لم يتعلم منها فسيظل في دائرة الصفقات والضعف واستمرار الآلام ، ومن لم يقف مجابهاً متعلما مدركاً فقد وقع في هزيمة لا نجاة منها.
إن كل موقف يمر بك هو درس إما أن تكون تلميذًا نجيبًا ومدركًا ، أو بليدًا متأخرًا فتخسر في كل مرة وتُعاد الدروس والصفعات حتى تستيقظ من جديد .
ومما علمتني الحياة ..
قيمتي التي لا يُستهان بها ، وتقديري لذاتي وخطوط حمراء عريضة لمن يجرب الاستهانة بي.
علمتني الحياة…
أن أواجه وأن لا مجال للضعف والاختباء ، وأن انتصر بالحق وأن أقول كلمة الحق ولا أخاف في الله لومة لائم.
علمتني الحياة...
أن أقول للمُحسن أحسنت وللمسيء أسأت ،((وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40)
علمتني الحياة..
أن لا أعطي قلبي ووفائي إلا لمن يستحق ، فيكفي من النوح والتضحيات التي في غير محلها .. وإن كانت نفسي تُحب العطاء فسأعطي دون انتظار رد جميل من أحد.
علمتني الحياة ...
أن أعتذر في الوقت الذي أرى أن عُذري سيكون فيه محله ولايقلل من ذاتي أبدًا ،
علمتني الحياة..
لا مجال عندي للمنافقين وأصحاب المجاملات فمكانهم في القلب خالي
علمتني الحياة ...
أن من يخذلني في مواقفي وهو يعلم صدق معدني وحُسن نيتي لكنه انتصر لغيري ، فإنه.لا ندم ولا حسرة على رحيل هؤلاء من حياتي
علمتني الحياة ...
أن أتعلم من أخطائي وجل من لا يخطئ ، ليس عيبا أن تُخطئ لكن العيب أن تستمر وتكابر
علمتني الحياة ...
أن لا أبخل بجبر الخواطر ، وإدخال السرور ، وأن أقف وقفة عن ألف رجل مع المظلوم ومكسور الجناح
علمتني الحياة ...
أن أتعلم كل يوم وكل دقيقة وأن أكون المترقبة لنفسي وصلاح حالي ، حتى الموت ، وأن لا أفقد الأمل ماحييت
علمتني الحياة ...
أنّ الأنثى الحقيقة قوتها في ضعفها ، فدمعتها قوة ، وخوفها قوة ، وعاطفتها قوة ، وحنينها قوة فرفقاً بالقوارير .
وفي الختام ...
سأظل أحيا بروح التفاؤل والعز . وأحمل في قلبي كل معاني النُبل ، سأظل جاهدة حتى أصل إلى القمة ، والقمة عندي عالم لا حد لها ، فعسى ربي أن يهديني سواء السبيل ، وعسى الله أن يفتح لي فتحاً مُبينا وينصرني نصراً عزيزاً شامخاً أبدياً إلى يوم الدين.