خاطرة من القلب
بقلم الكاتبة / أبرار القحطاني*
حياة الإنسان في هذه الدنيا جُبلت على الكبد والكدر ، متاهات واسعة .حروب قائمة ،، الآلام وآمال ، عجائب تُحيط بك من جميع الجهات ،، ومن عجائبها ضعف الإنسان وقلة حيلته مهما بلغت قوة بأسه ، فكلمة قد تغير مزاجه ،وموقف قد ينهي كيانه ، ووداع قد يكسر فؤاده ، وحنين قد يشتت أفكاره ،، قلب صغير يضخ مشاعر كُبرى، حنين ومجافاة،، طمأنينة وقلق ،لقاء ووداع ،، كل تلك المشاعر يحتويها هذا القلب الصغير الذي ينبض متطلعاً بمجريات هذه الحياة ،،، ضعيف ذلك الإنسان ،، وحينما يؤمن الإنسان بحقيقة ضعفه ،يتقبل انسانيته ،ويعلق قلبه الصغير بالخالق الكبير الذي لا حيلة لنا الا به ،ولا عون لنا الا منه ولا حول لنا ولا قوة إلا به ،، تُغلق الأبواب كلها من قريب وبعيد ،ولكن الباب الأقوى والأعظم لايُغلق تناجيه فيسمع مُناجتك ، تشكو له ماحل بك من قضية لاتروى ،لكن ربك يفهمك للحد الذي يعلم فيه أنين قلبك دون أن تتكلم،فينصرك ويهديك ويرفعك ويعزك ،، ويعوضك بالعوض الجميل ،الذي قد لاتراه الآن ،لكن لُطف ربك قد وقع في قلبك ،بالأمس تبكي بكاءً مريراً يتقطع الفؤاد منه وما إن ترفع يديك إلا ونسائم الرحمات قد حلت عليك ،فتبتسم وتشعر بسعادة لامثيل لها وكأنك خُلقت من جديد. تعود أقوى بعد الضعف الذي حل بك ، وينمو الأمل في صدرك من جديد ،هكذا هي حياة الإنسان كدر وكبد لكننا حينما نتعلق بالله يُصبح الكدر طريقاً ممهداً لفتوحات عظيمة ونجاحات كبيرة ،نحيا بها من جديد.