عيادة الشعر
الشاعر عيادة الجهيلي
بقلم الكاتب / علي جمعة إسبيق*
الشعر تلك الكلمة الفضفاضة ، العميقة ، المستعصية ، التي يدعيها الجميع ، يأبى إلا أن يكون في عيادة ، منسابا ، متدفقا ، كجماهير العالمي ، تهز الأرض من حولها ، عيادة المثقف المطلع ، الذي يلقي بعضا من روحه ، بعضا من نفسه ، في قالب من الجمال ، كباقة زهر ، يفوح عبيرها من خلال القصيدة ، حيث تعانق
الأبيات قلب سامعها قبل أن تقع على مسمعه ، فهوة يخاطب القلوب ، والأذهان ، يمرر المعلومة التأريخية والجغرافية، من خلال نظم لا يخل بالوزن ولا بالشاعرية ، الرجل الشاعر المطلع ، المثقف الوطني ، محب الفخامة ، فشجع النصر المخملي ، وأحب المملكة حتى بدت أولى حبيباته ، فهو يتنقل بين اصناف الشعر كتنقل النحلة بين الرياحين ، بين الفكاهة والمدح الغزل والرثاء ، حتى أنه ابتكر نوعا جديدا عرف به الشاعر ، دون اقرانه من فحول الشعر الشعبي السعودي ، فلقح العامية بالفصحى لتنجب عيادة حيث قال:
بكيت حتى رويت الأرض مبتسما
فقالت .. الارض مايبكيك ياعياده
فقلت للارض ابكـوني وقد رحـلوا
حتى هواجيس بقعا اصبحت عاده
........
وهنا على لسان مغترب بكستاني يمني نفسه بزيارة بيت الله الحرم والمسجد قائلا:
والله ان ظْروفنا بالحيل .. جداً صعبه
دَحْدَرَت فينا الليالي و المنافق ساجد
•
وِدِنَا بالحج و بْشُوف الحرم و الكعبه
لكن الوَضْع مْتِدَهْوِر فيه مِشْكِل واجد
•
ثم يعدد الشاعر خصاله ومايتمتع به من مكارم قائلا:
مايلحقن شك في نفسي علي الحرام
واثق ولا لي بْهرج المنتهي والنذل
اذا بغيت النجوم امسيت فوق الغمام
واذا نزلت الجبل من وحشته ما اذل
مااسْتغرِب الطيب فيني والكرم لي وسام
لاصار شمر هلي اهل الصخى والبذل
ختام مقالي أقول أن الشعر تصور لنا في صورة رجل ، وعيادة نظم نفسه في أبيات فأسر قلوب المحبين للشعر الشعبي السعودي فانتشرت مقاطعه بينهم كالحب في القلوب
كتبه .
* كاتب ليبي