العقلي الجمعي بركة !
بقلم الكاتبة / إيمان الصانع *
ماهو العقل الجمعي؟
هو فكرة يديرها فريق عمل يتكاتف عليه يصدقها، ويؤمن بها، ويصنعها، ويعيش على إنجازها، بغض النظر عن صحة الفكرة أو عدم صحتها، فهي في النهاية فكرة يؤمن بها جمع من الناس.
تعالوا معي نقيس العقل الجمعي على الأسرة، هناك فكرة انطلقت آمن بها الأب والأم، ثم الأبناء، وصدقوها، وعاشوا بها، إذا كانت تخدم الله ورسوله لا بأس، ونفتح لها الأبواب، ويبارك الله لهم الأعمال الصالحة.
لكن إذا عارضت هذه الفكرة العقيدة السليمة، فكيف لا نستطيع إيقافها!!.
تصبح متعبة عندما يؤمن بها جمع من الناس، وتظل معلقة بالعقل، وتدار من هذا الجمع..
ولذلك قال ابن عمر رضي الله عنهما: «أدِّب ابنك فإنك مسؤول عنه يوم القيامة، ماذا أدبته وماذا علَّمته، وهو مسؤول عنك عن برِّك وطواعيته لك».
وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ؛ الإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، أَلا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»
فكلما نهض العقل الفردي من تجديد وتطوير ثقافي وعلمي وعادات وتقاليد، كلما تطور العقل واختلف عن الجمع، وكلما نهض وبدأ بالتغيير ..
التجارب والاختلاط بالعلاقات المختلفة، والقراءة والمعرفة، محفزات للبعد عن العقل الجمعي السلبي، والنهوض به ليكون عقل جمعي إيجابي..
والبركة في العلم والسعي؛ لتنهض أمة لا تقارن بالأمم السابقة.
* كاتبة ومدربة متخصصة في المجال الاجتماعي وتطوير الذات