السلوكيات السلبية في بيئة العمل
بقلم الكاتبة / نورة الأسمري*
إلى كل موظف وموظفة:
ماذا لو كل بداية يوم تذهب إلى مقر عملك وأنت كاره للذهاب له، ومقابلة أشخاص هم سبب الألم النفسي الذي ينتابك، وتعود في نهاية اليوم محبط منهك القوى..
ترى أن أحلامك لا يمكن أن تتحقق، وأفكارك الرائعة تافهة، وفي صراع مع ما تسمو له، وتحلم به، وواقعك الوظيفي المحبط، وكل ذلك بسبب شخص أو اثنين سلبيين في محيط العمل..
هل ستستسلم؟ أم ستضع حداً لهذه المشكلة؟. وتبحث عن حل لها؟.
نحن لا نملك القدرة على التحكم في تفكير أو تصرفات الآخرين السلبية، ولكننا نستطيع أن نضع لهم حدوداً حتى لا يؤثرون علينا، وبالتالي يصل هذا التأثير إلى مستوى أدائنا المهني، وذلك بمساعدتهم على التخلص من سلبيتهم..
في مقالي هذا أتمنى أن أضع حل بسيط وسهل سيساعدك على تجاوز هذا المشكلة، ومساعدة الأشخاص السلبيين على تغيير سلوكهم، وطريقتهم في التفكير والتعامل مع الموظفين والعملاء.
تقول المدربة المهنية ماري ماكنتاير، مؤلفة كتاب "أسرار الفوز في سياسات المكتب":
(إن المشاعر السلبية الدائمة في أجواء العمل، تستنزف طاقة الناس وتمتص الفرح من وجودهم في مكان العمل).
والسلبية في مكان العمل تعتبر مشكلة يجب حلها، وعدم تركها حتى لا تكبر، وتؤثر على عملية سير العمل، وبالتالي إلى تسرب الموظفين، وانخفاض مستوى الآداء عند البعض..
ولذلك من المهم جداً البحث عن أساس المشكلة عند الشخص السلبي، ومساعدته على حلها وتجاوزها، فعادة يكون إما أنه يشعر بالخوف، أو عدم القدرة على تحمل مهام العمل المكلف بها، أو عدم الاحترام، فيشعر بالنقص ويتذمر ويكثر من الشكوى واختلاق المشاكل، وربما محاولة إلحاق الضرر بالآخرين، وهنا يجب تشتيته ومقاطعة حديثه، وعدم السماح له بالمواصلة، وتحقيق ما يريد الوصول إليه وذلك بالأسلوب اللطيف، فمجاراته تعتبر تعزيزاً لأفكاره وأنه على صواب..
وأيضا من المهم جداً أن نتشارك معه الأفكار الإيجابية في بيئة العمل، ونظهر له الثقة بآرائه، والإعجاب بأفكاره وحلوله، وحسن الاستماع لحديثه إذا كانت إيجابية، ونقوم بتشجيعه وتحفيزه، واقتراح الحلول المشتركة لأي ضغوط قد يواجهها أثناء سير العمل، بشكل يسير وسهل حتى تبدو له الأمور بسيطة، فيتغلب في المرات القادمة على مخاوفه، وتدريجيا تتلاشى سلبيته ويعمل بحب ونشاط..
كل مشكلة قد نواجهها أثناء العمل في المؤسسة يجب علينا عدم اعتبارها مشاكل شخصية لأنها في الحقيقة ليست كذلك، هي تعتبر مشاكل عمل فقط، فلو نظرنا لها على أنها شخصية فهذا هدر للطاقة والتفكير والانشغال عن السعي للتميز والنجاح وتحقيق رؤية ورسالة المؤسسة وإنخفاض الانتاجية.
وتذكر دوما أن إحساسك بالسعادة في العمل يشعرك بالحماس وزيادة العطاء، ولذلك من المهم السعي وراء تحقيق السعادة المؤسسية لتحيق الأهداف والنجاحات..
* كاتبة في مجال الإيجابية والسعادة المؤسسية، ومدربة في المجال الاجتماعي وتطوير الذات.