في زحامِ التّية
منذُ البداية لقد مررنا في صفوف الدراسة من الصغر والطفولة بالأيادي المتماسكة بقوّة وكانت لنا طاولات متلاصقة وضحكات تتبع بعضها بين جمعٍ من الطالبات والصديقات ودرسنا بطبيعة الحال أن الإنسان مدنيٌّ بطبعة فلهذا محالٌ أن تنفرد وتعيش بمنأى عن ضجيج الحياة ثم تنجو وتسلم من التبعات ومنها الكآبةَ والضيق والعجز وللأسرة دوّرها الأساسي حين كنتَ طفلًا فهي تذهبُ بك حيث الحدائق وتجمعات الأطفال وهنا نجدكَ وأنت ما زلت صغيرًا تلوّح بيديكَ الصغيرتين لهذا وهذا جذلًا ومسرورا فماذا لو أنّك كبرتَ وبلغت عقدكَ الثالث مثلًا فشعرتَ بشكل عشوائي نوعا ما أو بشعور متداخل ما بين عقلك وقلبك لماذا أصبح الآخرين أبعدُ عني ومني في الشعور والمشاعر وفي الحب كذلك لقد كنت صادقا جدا وحقيقيًا في مشاعرك مع الآخرين ولكن لا تجد إلا البعد والتباعد والبغض ولعل هذه الحياة التي يعيشها تدخله في مسمّى " الصابرين .." ولعل هذا الذي يعانيه من وحدةٍ بعد اجتماع ومن جحود الأصدقاء بعد ألفه ومن نسيان الآخرين له بعد أن كان مذكورًا يعدّ ابتلاءً كما غيره من الأمراض والأسقام والآلام ونقول له كبشارةٍ من الله
" وبشّر الصابرين .." ونعود لنقطةِ البدء الإنسان يحبّ الحياة الاجتماعية شآء أم أبى