يادار عبلة بالجواء تكلمي
زاوية متأرجحون
ضيفنا في أرجوحتنا هذا المساء ضيف مختلف كثيرا فهو شاعر وفارس وشجاع ومقدام بل هو أشجع رجالات العرب بل إن الرجل الشجاع وصف باسمه.
اسمه غريب عكس شجاعته فاسمه بمعنى الذباب الأزرق وهو أبعد ما يكون عن هذا الاسم بل إنه الاسد الهز بر ضيفنا هو فارس عبس عنترة بن شداد العبسي.
ولد عنتره بن شداد سنة 525 للميلاد و توفي سنة 608 عن عمر ناهز 83 سنة وقد كانت دياره في نجد بالقرب من حائل والقصيم.
ولد عنتره لسيد من سادات عبس أمه كانت أميرة حبشية يقال لها زبيبة ررغر، أُسرت في هجمة على قافلتها وأعجب بها شداد فأنجب منها عنترة، وكان لعنترة أخوة من أمه عبيد هم جرير وشيبوب.
وكان هو عبداً أيضاً لأن العرب كانت لا تعترف ببني الإماء إلا إذا امتازوا على أكفائهم ببطولة أو شاعرية أو سوى ذلك.
في أرجوحتنا الشرقية امتطى عنترة صهوتها برغم أنه عضب غضباً شديداً فهو لم يعتد إلا على امتطاء صهوات الجياد والركض بها في ساحات الغوى ولكن من حسن حظنا أن الحوار مع عنترة كان عبر الخيال لذا انتصرنا عليه.
-فسألناه عن عشقه لابنة عمه عبلة..
والذي امتنع عن الحديث عنها وردد وهو يتأرجح:
يادار عبلة بالجواء تكلمي **وعمي صباحاً دار عبلة واسلمي
تنهد تنهيدة كأنه أسد ونظر عن يمينه وقال:
إيه ياعبلة كانت من أجمل النساء وألطفهن وأرجحنهن عقلاً..
-سألناه سؤالا محرجاً:
هل تزوجت ياعنترة بعبلة؟
-فأطرق رأسه وقال:
اختلف العرب في ذلك فمنهم من قال إنني تزوجتها ومنهم من قال أنني لم اتزوجها والحقيقة إنني لم اتزوجها ولم تجمعنا الأقدار.
-ولكن ياعنترة ماقصة(كر فأنت حر)؟
-عنترة:
نعم..
اشتد الخطب على بني عبس حتى كادت أن تُسلب خيراتها وتدور عليها الدوائر، وحينئذ صاح أبي قائلاً: «كُرّ يا عنترة!»، فأجبته على النداء: «لا يحسن العبد الكر إلا الحلاب والصر».
وفي تلك اللحظة لم يجد أبي بدلاً من أن يمنحني اعتباره فصاح بي: «كُرّ وأنت حر». فكررت ورحت أنشد:
أنا الهَجِينُ عَنْتَرَةْ * كلُّ امرئٍ يَحْمِي حِرَه
أَسْوَدَهُ وَأَحْمَرَهْ * والشَّعَرَاتِ المُشعرة
وكان النصر لبني عبس فاحتفلت بي القبيلة أيما احتفال وبعد ذلك أصبحت من سادات قريش.
-عنترة بالنسبة لقصيدتك التي علقة على جدار الكعبة ماهو مطلعها؟وكم عدد أبياتها؟
-عنترة:
هل غادر الشعراء من متردم ** أم هل عرفت الدار بعد توهم
وعدد أبياتها 79بيتاً.
-أخيراً عنترة حدثنا عن وفاتك؟
-عنترة بحزن:
أغرت على بني نبهان من طيء وكنت في الثمانين من عمري شيخ هرم ولقد خارت قواي وقتلني رجل منهم يسمى الأسد الرهيص الطائي.
وبذلك اسدل السنار عن حياة بطل العرب وترجل من أرجوحتنا متجهاً إلى قبره في قرية النعي بين حائل والقصيم.
زاوية من إعداد مقهى أرجوحة شرقية