حوارٌ مع الكاتب الروسيّ الأفضل
زاوية متأرجحون*
ضيفنا في أرجوحة هذا المساء مميز للغاية فهو يسرد لنا خلجات النفس الإنسانيّة ومعاناتها وآلامها وتتدرّج رواياته في العذاب والحبّ والصراعات النفسيّة وغالبًا تنعكس فيها حياته الشخصيّة التي تقلّب فيها بنفسِه .. ونجدُ في كلّ رواية ما يدلّنا على عمق فكره ، وجمال أقواله ، وأناقة حروفه غير أننا نحتاج معه إلى مترجم كي نقنعه ونطلب منه الصعود على الأرجوحة والاستمتاع معنا برحلة قصيرة يتحدث فيها عن حياته ، والسبب الذي دفعنا لإحضار المترجم هو اختلاف اللغة فقد كانت لغته غير الإنجليزية ووجدنا صعوبة في التعامل معه ، ولكن لغة الإشارة و الاستعانة في الترجمة من خلال الجوالات الذكية كان لها الأثر الأكبر في تسهيل مهمة ضيفنا والتفاهم معه ، والإستفادة من فيض أدبه .. …
الضيف من الأدباء الروس ولغته الأم هي اللغة الروسية لأنه من قلب روسيا فهو الكاتب الروسي الكبير فيودور دوستويفسكي
ونظراً لضعف اللغة الروسية نجعل دستويفسكي يتحدث عن نفسه في هذه الدقائق القليلة تفضل دستوي:
كان لابد أن يرحب بنا بكلمة روسية ، فقال :
добро пожаловать
ومعناها باللغة العربية ( أهلا بكم ):
ولدت في العاصمة الروسية موسكو، في 11 نوفمبر 1821م، كان والدي يعمل طبيبًا، وعشتُ في عائلة متدينة، وانعكس ذلك علي، فكنت متديّنًا للغاية طوال حياتي، وأحببتُ القراءة منذ بداية شبابي، وعندما بلغت الخامسة عشر من عمري توفيت والدتي، وقُتل والدي بعد ذلك.
في البداية كان تعليمي داخلياً في البيت من قبل أمي وأبي والمربية الخاصة بي بعد ذلك درستُ في أكاديمية الشرطة تخرجتُ منها عسكرياً برتبة ملازم ثاني ، ولكن لم أكن محبًا لهذه المهنة ، وقدمتُ استقالتي واتجهتُ إلى الكتابة لأني كنتُ أحب الأدب ، فقد قدمت استقالتي ، وأصدرت أول كتاب بعنوان ( الفقراء ) .
كان الأثر الكبير في حياتي وفي غالب رواياتي تلك القصّة التي خرجت منها من الظلام إلى النور ومن الموت المحتم إلى الولادة الجديدة فقد عُصب على عينيَّ وكنت منتظرًا فقط اقتصاص رأسي وانتهاء أيامي إذّ بنا نسمع الخيل يعدو والتحيّة العسكرية ثمّ بيانًا بالعفو عنّا ويا لها من لحظة لم ولن تُنسى ثمّ بدأت رحلتي خلال أربع سنوات في سيبيريا في سجن الأشغال الشاقّة وهذا ستجدونه مكتوبا في شخصيات رواياتي وعذاباتي
أصبت بمرض الصرع في أوج عطائي وتألقي بسبب هذا المرض توفيت في عمر التاسعة والخمسين جراء نوبات قوية لهذا المرض الذي لم يمهلني طويلاً لذا سأورد لكم بعضاً من أقوالي ولا أريد أن أطيل الحديث معكم :
-الألمُ والمعاناة دائماً لا مفرّ منهما، من أجل ذكاءٍ كبير ، وقلبٍ عميق .. أعتقد أن الرّجال العُظماء حقاً، يجب أن يكون لديهم حُزن كبيرٌ على هذه الأرض.
-أن يخطئ المرء في طريقه أفضل من أن يسير بشكل صحيح في طريق شخص آخر.
-ما هي الجحيم ؟.
أنا ثابت على اعتقادي أنها العذاب جرّاء عدم القدرة على الحب.
-دع العالم يذهب إلى الجحيم ، لكن يجب دائماً أن أحصل على فنجان الشاي الذي لي.!.
-تُشفى الروح بصحبة الأطفال.
-ليست الأدمغة هي الأكثر أهمية، ولكن ما يوجهها، وهي: الشخصية، والقلب، والصفات الحميدة، والأفكار التقدمية.
هذه بعض الومضات والأقوال الخالدة التي يمكننا تناولها في هذه الدقائق شكراً لكم وشكراً للضيف الكريم وإلى اللقاء مع لقاء جديد وضيف آخر.
* زاوية خاصة لمقهى أرجوحة شرقية