[FONT=Arial][SIZE=6][COLOR=#0015FF][CENTER]
المقالات المطروحة في الساحة اليوم ..[/CENTER][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial][SIZE=5][B][COLOR=#0A0A03][JUSTIFY]
بقلم : أ / محمد بن علي العبدلي [COLOR=#FF2E00]*
[/COLOR]
لو نظرنا إلى المقالات المطروحة في الساحة اليوم ، فسنجدها متنوعة بتنوع ثقافة كتابهـا بل بتنوع الصحف والمجلات و " وسائل النشر الالكتروني ".
والذي يهمنا من المقال الجانب الأدبي لا المقالات الأخرى .. بكمّها الهائل .. وغثها وسمينها ..
فيما مضى كانت الصحف تتهافت على الأدباء وتخطب ودّهـم ، وتغري بينهـم التنافس والعداوة والخصام حول قضية أدبية
طال حولها الجدل وشغل الناس بالحديث عنهـا . فيقوم الأدباء بالبحث والتمحيص والاطلاع في أمهات المراجع فيثرون الساحة بمواضيع خالدة تتنافس عليها المطابع ويتلقفها القراء بل ويترقبون صدورها , كما فعل العقاد في كتابه .. ونظريته الديوان ..والمنفلوطي في عبراته القصصيةالإصلاحية , وطه حسين في كتابه التاريخي رهين المحبسين أبو العلاء المعري .. والذي في الأصل يحكي حيا الكاتب طه حسين وتماثل الاثنين في العمى والثقافة ..
ومصطفى صادق الرافعى في مقالاته الصحفية وحي القلم ..
فكان أولئك الأدباء كتاب مقالة وشعر معا .. وكانوا يثرون الصحف ويوجهون غيرهـم من الشعراء الشباب إلى تجويد إنتاجهـم والمتلقى والمتابع هـو المستفيد والمتأثّر .. فظهـر الخطباء والشعراء والكتاب الأفذاذ كأحمد حسن الزيات في وحي الرسالة , وأصبح للمقالة هدف هو السمو بالفكرة والوصول بالقارئ إلى خلاصة الخلاصـة ..
أمّا الصحف اليـوم ..
فقد زهدت في هذه المنازعات الأدبية وحولتها إلى الحزبية السياسية وأصبح كاتب المقال يوجه توجيهـا مهنيا أو تجاريا ، فظهرت العناوين والصور الفاضحة لرواد الفن ورواد السياسة , وأصبحت الشركات التجارية تنافس الأدب بقلة الأدب، وتولت الإذاعة والشاشة المرئية . توصيل الفكرة للمشاهدين التى عجزت في توصيلها الصحافة .. وأصبح إعلامنا يسوّق لعادات الغرب وفنونهـم ويسوق لمنتجاتهم ولعاداتهم وتقاليدهم ..
ففقدنا الأمل في شخصيتنا بسبب إعلامنا الموجه ضدنا وليس بسبب الإعلام الغربي الناطق بغير لغتنا ولا بثقافتنا ,
وغرس فينا إعلامنا العربي عدم توقيرالكبير واحترام الصغير بسبب ما نتلقفه من وسائل الإعلام المشاعة للجميع دون حسيب ولا رقيب .
سامح الله الإعلام العربي فقد لوث العقول بكلامه الاستفزازي وإعلانه التجاري وفرّقوا في الآداب بين الأمم ..
الأدب إنساني النزعة بطبعه , لأنه لا يقاس بالجمال فقط وإنّمـا يقاس بإرضـاء الشعوب . ومرتبط بحياتهـم المادية ارتباطا وثيقا .فالجائع لا يهمه قول امرئ القيس
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزلى ... وإنما يهمه كيف يأكل ويشرب ويلبس وعندما يشبع يأتى دور الأدب .
فهل هذه المقالات الأدبية في الصحافة حققت الهدف منها ؟ ... لا وربي !!!! ..
وإنما أثارت مواضيع عامة ولم تجد لها حلا ، ومشكلات غير موجودة فأ يقضت الفتنة ليقال ..
فلان جرئ وصاحب مبدأ وعندما تستقري المقالات الصحفية في صحافتنا تجدها تتحدث عن الأمس وهم لايعيشون فيه ..
أوعن اليوم الذي هم فيه .. بموضوع ليس فيه ..
وعندما تسأل هؤلاء ما هو الحل في نظركم ؟ .ْ.. لن تجد الجواب !!!! ..
أو يكتبون عن الغد آملين أن يكون خيرا من اليوم ولم يصنعوا له شيئا من التخطيط ولا شيئا من الحلول ..
والجميع من كتابنا أصحاب المقالة يعيشون في مفترق طرق لايعرفون إلى أين يذهبون وماذا يريدون؟
بل تجدهم يتحدثون عن أمس مضى بما فيه ، وواقع تجافيه ، وغد الله أعلم بما فيه ..
وأكثرما نقول للصحافة :
القارئ مشغول بلقمة عيشه والمقالة عنده حبر على ورق إذا رآهـا يختزل منها ما كُتب بخط أحمر عريض ..
ثمّ يلقى بها في سلة المهملات ليعاد تدوير تلك الصحيفة من جديد ..
ومن هنا سادت المقالات الإعلانية والتجارية على الأدبية ..مع اعتذاري لكل كاتب ومبدع في مجال الأدب والشعر ..
ودمتم
[COLOR=#FF1700]
* كاتب وأديب تربوي سابق
[/COLOR]
[/JUSTIFY][/COLOR]
[/FONT][/SIZE][/B]